أكد الموساوي العجلاوي، الباحث في مركز الدراسات الإفريقية بالرباط، أن جبهة البوليساريو لا تملك تصورا لبناء دولة مستقلة في الصحراء؛ وذلك ضمن ندوة نظمها الفريق الاشتراكي بالبرلمان، اليوم الأربعاء، حول القضية الوطنية وإستراتيجية العمل في المستقبل.
وقال الباحث في مركز الدراسات الإفريقية إنه “لا توجد ورقة مرجعية لدى جبهة البوليساريو حول شكل الدولة التي تريد تأسيسها”، مسجلا أن “الجبهة لازالت تبحث في النموذج الموريتاني، عن طريق رسائل للدكتوراه، مطبوعة أغلبها في المغرب، ويتم الاعتماد عليها في هذا المجال”.
وأوضح العجلاوي في هذا الصدد أن “دستور الجبهة مبنى على دستور الدولة الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي”، مشددا على أن “الدستور الجزائري يجرم تأسيس الأحزاب والنقابات، وهو ما لم يتم تطويره”.
“هناك توجه لإعادة بناء مفهوم الدولة، لأن هناك صراعا بين مفهوم بناء المواطنة والقبلية”، يقول الباحث في مركز الدراسات الإفريقية، الذي شدد على ضرورة أن “تكون الدولة المغربية قوية، وقوتها تتمثل في أن تكون راعية وحاضنة للجميع، بهدف تطوير النظام السياسي”، مبرزا أن “الحكم الذاتي والجهوية يطرحان تطوير النظام السياسي في المغرب ككل”.
وأكد العجلاوي في هذا الصدد أن السؤال المحوري هو مدى جدية هذا الطرح، أو أنه يتم توظيف هذه الشعارات لتجاوز مشاكل مرحلية؟ وهل النظام السياسي قابل للتطور؟ منبها إلى أن “الحكم الذاتي يتناقض مع الدولة المركزية، لذلك لابد من تجاوز المركزية إلى الجهوية، عبر توسيع المجال الديمقراطي”، حسب تعبيره.
وفي تقييمه لقرار مجلس الأمن، الذي دعا كلا من المغرب والبوليساريو إلى العودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة وبحسن نية، والأخذ بعين الاعتبار الجهود التي بذلت منذ 2006، أوضح الباحث في مركز الدراسات الإفريقية أن “أخطر تقرير كتب من طرف الأمين العام هو التقرير الأخير”، مبررا ذلك بكونه “يهدف إلى تغيير مرجعيات الصراع”.
وقال العجلاوي إن “هذا التطور لم يكن من فراغ، بل جاء في ظل دينامية انطلقت منذ 2012، والهدف هو إعادة النظر في حل قضية الصحراء”، مطالبا المغرب بضرورة الاعتماد على “الرهانات الخارجية؛ لأن ما يقع لا يمكن عزله عن نهاية ولاية الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون، والرئيس الأمريكي براك أوباما، بالإضافة إلى تغييرات على ضوء الصراع الفرنسي الأمريكي في المنطقة”، حسب تعبيره، مضيفا: “لذلك لابد من التساؤل حول ما إذا كنا قادرين على التأثير في هذه المتغيرات التي تعرفها المنطقة”.
وبعدما طالب الباحث المتخصص في القضايا الإفريقية بضرورة “إبراز الصوت الوحدوي الذي يعتبر مغيبا اليوم في الصحراء”، سجل أن “دبلوماسية الدولة بحاجة إلى هندسة جديدة على جميع المستويات”، منتقدا حديث “رئيس الحكومة عن دولة انحازت إلينا، (كولومبيا) ويذكرها في سياق جد حساس ويقول إنه لا يعلم”.
وفي هذا الصدد، يرى العجلاوي أن “زعماء الأحزاب والمنظمات يتحدثون عن قضية الصحراء بمنطق ضبابي في غياب أدنى مطالعة لتقارير الأمم المتحدة”، مؤكدا أن هناك “انفصالا بين متغيرات الملف وتصورنا الداخلي له”.
وأكد المتحدث نفسه أن “المغرب يمكن أن يوظف الورقة الأمنية في المنطقة، والتي يمكنها أن تلعب دورا رئيسا كمحدد في العلاقات مع الدول الكبرى”، مشيرا إلى أن “المملكة قادرة على أن تغرق إسبانيا بمشاكل متعددة بناء على موقعها”.