حاوره: أحمد المتوكل:
بعد التساؤلات الكثيرة التي باتت تطرحها ساكنة مدينة بوجدور بخصوص واقع ومستقبل الأوراش التنموية التي أعلن عن انطلاقها مؤخرا، لاسيما تلك المتعلقة بالبنى التحتية، المنطقة الصناعية والميناء الجديد، واستراتيجية عامل الإقليم الجديد في النهوض بواقع الاقليم، تستضيف شطاري المهندس “شماد منصور” رئيس قسم التجهيزات بعمالة إقليم بوجدور، ليطلعنا على ما يحاك خلف مكاتب المسؤولين والمنتخبين ويقربنا مما يقع.
س/ تتساءل ساكنة مدينة بوجدور بإلحاح حول جدوائية ومدى حقيقة استمرار الأشغال التي انطلقت بعدد من فضاءات المدينة، هل لك أن تفسر لنا ما يحدث؟
ج/ في البداية أود أن أتقدم لكم بالشكر الجزيل على إتاحة الفرصة لنا لاستعراض المجهودات التي تبذلها مختلف القطاعات بإقليم بوجدور لتحسين شروط عيش الساكنة بهذه المدينة، وفي هذا الإطار نذكر باستفادة مدينة بوجدور من مجموعة من البرامج والمشاريع الهامة والمهيكلة والتي تهم أساسا تقوية البنية التحتية للمدينة والرفع من الجاذبية الاقتصادية لها لاستقطاب استثمارات كفيلة بإنعاش سوق الشغل، أضف إلى ذلك تهيئة الفضاءات العمومية، ويمكن توزيع هذه المشاريع على المحاور التالية:
– تحسين الشبكات الحضرية:
تعميم شبكة التطهير السائل بالمدينة بنسبة 100%، مع إقامة محطة للضخ والتطهير ومحطة لمعالجة المياه العادمة. وتنكب جهود السلطات الإقليمية ومصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء حاليا على تجاوز إشكالية اختناق شبكة التطهير بمحاذاة محطة الضخ عبر إنشاء شبكة للتطهير خاصة بالمنطقة الصناعية القديمة وفصلها عن الشبكة الخاصة بالتطهير السائل المخصص للمنازل.
بداية استغلال المحطة الجديدة لتحلية مياه البحر بسعة إنتاج 7000 م3 في اليوم ليصل الإنتاج اليومي من هذه المادة الحيوية 11000 م3 في اليوم وبذلك تم ضمان التزود بالماء بشكل يومي 24/24، من جهة أخرى تعكف السلطات الإقليمية بمعية المصالح المختصة على إعادة تأهيل شبكة التوزيع بالأحياء الجديدة ( التنمية، الأمان1 والأمان 2) حيث وصلت نسبة تقدم الأشغال 95 %.
ربط المدينة بالشبكة الوطنية للكهرباء مع تعميم الاستفادة منها بكل أحياء المدينة، مع الإشارة إلى انطلاق مشروع صيانة شبكة الضغط المنخفض ودفن شبكة الضغط المتوسط.
– تحسين الفضاءات العمومية:
– تهيئة كورنيش المدينة بمواصفات تقنية وجمالية عالية ، حيث تتجاوز نسبة تقدم الأشغال حاليا 60 %، وهنا لابد أن نوضح للرأي العام المحلي أن سبب التأخر الذي عرفه هذا المشروع الهام يعود بالأساس إلى إعادة الدراسات الجيوتقنية المتعلقة بالحائط الوقائي (05 أمتار بدل 03 أمتار المدرجة في الدراسة الأولى)
– تهيئة 03 ساحات عمومية مواصلة؛ ويتعلق الأمر بإنجاز أشغال تهيئة ساحتي سيرست وحي ليراك، بينما تمت برمجة تهيئة ساحة معركة بوجدور خلال منتصف سنة 2018. وفي هذا الصدد، نثمن بشكل عالي مجهودات المجالس المنتخبة التي خصصت اعتمادات مالية مهمة لإنجاز الساحات .
– تأهيل شبكة الطرق الحضرية وشبكة الإنارة العمومية:
بخصوص هذا المحور، وفي إطار الحرص على تحقيق تعاون شامل في تدخلات القطاعات العمومية والمجالس المنتخبة وتأمين استفادة جميع الأحياء من عملية تأهيل الطرق الحضرية وشبكة الإنارة العمومية، حيث استفادت مدينة بوجدور من اتفاقيات مهمة في هذا الباب:
– اتفاقية شراكة لإنجاز مشاريع التهيئة الحضرية بجماعة بوجدور 2017– 2022 بين المجلس الإقليمي وجماعة بوجدور ممولة بالكامل من ميزانية المجلس الإقليمي، وتهم بناء الطرق، تبليط وتكسية الأرصفة، الإنارة العمومية وتهيئة الساحات العمومية، وستنطلق الأشغال بها ابتداءا من الفصل الثاني من سنة 2018.
– اتفاقية شراكة لتأهيل الطرق، الإنارة العمومية، التشجير والساحات العمومية بين مجلس الجهة وجماعة بوجدور من 2018-2022ـ ولازالت المشاريع موضوع هذه الاتفاقية في طور الدراسة التقنية، حيث من المرتقب انطلاقها هذه السنة.
– اتفاقية شراكة من أجل تمويل وإنجاز أشغال تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز بمدينة بوجدور وتهم أحياء التنمية ،الوحدة الجديدة،الأمير سيدي محمد ،الامل 1 و2، حيث أعطيت الانطلاقة لهذه الاشغال من لدن عامل إقليم بوجدور والمنتخبين يوم 9 يناير الماضي.
– تأهيل المنشآت الرياضية:
وبخصوص هذا المحور، فقد أولت السلطات الإقليمية والمنتخبة بالإقليم اهتماما كبيرا لتحسين البنيات التحتية للممارسة الرياضية بالاقليم، حيث تتوفر مدينة بوجدور على قاعة مغطاة ،مسبح،خمسة ملاعب للقرب وملعب 16 نونبر الذي استفاد من عملية تعشيب وإعادة تأهيل جميع مرافقه وفتح أبوابه هذا الموسم لاستقبال جميع المسابقات الرسمية للفرق المحلية ،كما أن إحداث مركز سوسيو رياضي للقرب المندمج من فئة “أ”ممول في إطار إتفاقية بين المجلس الإقليمي لبوجدور و وزارة الشباب والرياضة سيمكن شباب المدينة من الاستفادة من فضاءات رياضية في مستوى تطلعاتهم.
س/ طيب..ماذا بخصوص المنطقة الصناعية والميناء الجديد، هل من مستجدات بخصوصهما؟
ج/ بطبيعة الحال، فقد شهدت التنمية المحلية بإقليم بوجدور تحولات كبرى منذ الانطلاقة الفعلية لاستغلال الميناء الجديد الذي أعطى انطلاقة انجازه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال زيارته الميمونة للإقليم سنة 2006، وقد بصم الميناء الجديد منذ الانطلاقة الرسمية لاستغلاله بتاريخ 11 نونبر 2013 على متغيرات ملحوظة في الاقتصاد المحلي للإقليم سواء تعلق الأمر بالديناميكية الايجابية التي شهدها سوق الشغل أو الارتفاع الكبير في الكمية المفرغة من المنتوج البحري وما واكب ذلك من تحسن ملحوظ في قيمة المبيعات التي مكنت من ضخ مداخيل إضافية محترمة لفائدة الجماعات المحلية.
وفي إطار السعي الحثيث لتثمين حقيقي لمنتوج الصيد البحري وتمكين الاقليم من استفادة أكبر من هذا المكون الاقتصادي، بما يضمن انطلاقة ايجابية للاقتصاد المحلي، فقد تم اعطاء الانطلاقة الفعلية لإنجاز المنطقة الصناعية للميناء الجديد بداية من سنة 2014 ، وذلك بموجب اتفاقية شراكة تم توقيعها خلال شهر غشت من سنة 2011 بين مجموعة من الشركاء على مساحة 17 هكتار، والآن هي جاهزة لاستقبال الوحدات الصناعية.
وتحتوي المنطقة المذكورة على ما يناهز 73 بقعة، موزعة على الشكل التالي:
-39 بقعة صناعية على مساحة 58.800 م2،
-26 بقعة تجارية على مساحة 39.000 م2،
-7 بقع للتجهيز والخدمات على مساحة 8.200 م2،
-موقف للسيارات والعربات على مساحة 4.400 م2.
س/ وهل من تواريخ محددة لانتهاء هذه الأشغال؟
ج/ أكيد، بطبيعة الحال لا يعلن عن انطلاق مشاريع معينة إلا ويعلن عن تواريخ الانتهاء من أشغالها، وهنا نوضح تواريخ الانتهاء من أشغال عدد من المشاريع التي تشهدها المدينة:
-كورنيش مدينة بوجدور
30/06/2018
-ساحة سيريست
30/7/2018
-ساحة ليراك
يناير 2019
-تقوية وتأهيل الشبكة الكهربائية بالمدينة
نونبر 2018
-ساحة معركة بوجدور
في طور طلب ملفات العروض
-بناء وتقوية الطرق بأحياء التنمية،الوحدة الجديدة،سيدي محمد والامل 1 و2
يناير 2019
-تأهيل شبكة الماء الصالح للشرب بالقطب الحضري
ابريل 2018
-مركز سوسيو رياضي للقرب المندمج من فئة أ
فبراير 2018
س/ مؤخرا، وبعد قدوم العامل الجديد السيد “براهيم بنبراهيم”، بدأت الساكنة تتحسس تغييرا في دينامية المدينة، هل هناك استراتيجية سطرها السيد العامل بدأت تعطي أكلها بهذه السرعة، أم أن الأمر لا يعدو مجرد زوبعة في فنجان؟
ج/ منذ تنصيبه عاملا على إقليم بوجدور ،أعطى السيد “براهيم بنبراهيم” دفعة جديدة للتنمية المحلية من خلال إعطاء الانطلاقة للعديد من المشاريع على جميع المستويات، كما وضع لبنة أساسية لحل معضلة التشغيل من خلال وضع رؤيا شمولية لحل هذه المعضلة بتنسيق مع جميع المصالح المعنية والفاعلين الاقتصاديين، وهو مصر على متابعة كل صغيرة وكبيرة بهذا الشأن حتى ترى جميع المشاريع النور..
س/ أين هي أدوار المجالس المنتخبة من كل هذا، وهل يوجد تعاون معهم؟
ج/ يتبين مما سبق وبالنظر للصلاحيات الجديدة الموكولة للجماعات الترابية والمجالس المنتخبة ورغبة من المجالس المنتخبة في العمل في إطار تشاركي من أجل إنجاز مشاريع مندمجة قصد تأهيل المدينة وتمكينها من لعب الدور المنوط بها في جلب الاستثمارات والانعاش الاقتصادي، وعليه فقد أبرمت أربع اتفاقيات شراكة لانجاز مشاريع التهيئة الحضرية بين المجالس المنتخبة ومصالح الدولة وباشراف السلطة الإقليمية للعمالة تمتد حتى سنة 2022.
س/ إشراك العنصر المحلي في كل المحطات التي يمر منها الإقليم بات ديدن الساكنة وحديث القاصي والداني، بعد سنوات طويلة من إقصائه، إلى ما يعزى هذا التغيير الجذري؟
ج/ الكل يطالب بإشراك مواطنات ومواطني المنطقة في مراحل بلورة وتفعيل أي مشروع ناجح من خلال تحرير مزيد من روح المبادرة والطاقات الخلاقة للعنصر البشري المحلي من أجل تمكينهم من الاستفادة من الإمكانات المحلية في إطار احترام تام للخصوصيات الثقافية للمنطقة.
س/ هل يمكن الحديث عن مبادرات جديدة، يشكل مواطن المدينة لبنتها الأساس، بدعم أفكار مشاريعه مهما كانت بسيطة، على شاكلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وماهي رسالة “الأمل” التي يمكن أن توجهها للساكنة؟
ج/ في حقبة الاستعمار لم تعرف بوجدور من المنشآت سوى منارة بوجدور، وثكنة عسكرية ومستوصف عسكري، ونواة مدرسة وخزان صغير لمياه الأمطار، و بعد استرجاع الإقليم سنة 1975عرفت المدينة وتيرة تنمية مضطردة، سواء على مستوى البنيات التحتية والتجهيز أو على مستوى المنشآت العمرانية الكبرى، وهذه الديناميكية مستمرة إلى يومنا هذا، لذا بات من اللازم الحفاظ على المكتسبات وصونها لأجيال الغد، والإصرار على بلورة مشاريع مندمجة تهدف إلى تحقيق التفاعل والتكامل لنصل إلى إقامة منظومة اقتصادية محفزة للنمو وخلق الثروات، والأكيد أننا وصلنا اليوم إلى مرحلة متقدمة سيشكل المواطن ببوجدور لبنتها الأساس.