شطاري-متابعة:
سعادة السيد غوستافو ميثا كوادرا
الممثل الدائم لجمهورية البيرو لدى الأمم المتحدة
رئيس مجلس الأمن
نيويورك، 2 أبريل 2018
سعادة السفير،
باسم جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي لشعب الصحراء الغربية، أكتب إليكم بصفتكم رئيس مجلس الأمن لكي أسجل ما يلي:
1. إن جبهة البوليساريو تدحض بشكل قاطع جميع الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة والتي أدلى بها ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة فيما يتعلق ببنود وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة في الصحراء الغربية والاتفاق العسكري ذي الصلة رقم 1 وكذا الوضع الحالي على الأرض في الإقليم.
2. إن بنود وقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاق العسكري رقم 1 للعام 1997، اللذين حظيا بقبول الطرفين جبهة البوليساريو والمغرب، لا لبس فيها ولا تترك مجالا للتأويلات المغرضة. وعلاوة على ذلك، فإن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورصو) موجودة على الأرض في الصحراء الغربية. وتشمل ولايتها التي حددها مجلس الأمن، من بين أمور أخرى، الرصد والتبليغ عن الحالة المتعلقة بوقف إطلاق النار والاتفاق العسكري ذي الصلة رقم 1. فالمينورصو لم تبلغ عن أية انتهاكات من جانب جبهة البوليساريو من قبيل ما زعمه المغرب زوراً، وهذه الحقيقة في حد ذاتها تضع ادعاءات هذا الأخير موضع الشك وتكشف عن دوافعه الخفية.
3. وعلى الرغم من التأخيرات المتكررة في استفتاء تقرير المصير الذي أنشئت من أجله بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، فضلا عن سياسة العرقلة المغربية الموثقة جيدا وتحدي المغرب الصارخ لسلطة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، فقد ظلت جبهة البوليساريو طوال الـ 27 سنة الماضية ملتزمة بقوة بالسلام كخيار سياسي استراتيجي. وقد احترمت بصرامة بنود وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري ذي الصلة رقم 1، كما انخرطت بنحو بنّاء في عملية الأمم المتحدة للسلام الهادفة إلى التوصل إلى حل سلمي وعادل يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره.
4. ومن المعلوم جيدا أن المغرب هو الذي سعى إلى تغيير الوضع القائم عن طريق بناء طريق عبر جداره العسكري والمنطقة العازلة في منطقة الكركارات في الصحراء الغربية. وقد مثل ذلك التحرك الخطير والاستفزازي، الذي اضطرت جبهة البوليساريو إلى الرد عليه في وقته، خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري ذي الصلة رقم 1، كما يظل هو السبب الجذري للتوتر الحالي في المنطقة.
5. ومن المعلوم جيدا أيضا أن المغرب قد رفض استقبال بعثة تقنية للأمم المتحدة بحسب مقترح الأمين العام للأمم المتحدة لمعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بوقف إطلاق النار والاتفاقات ذات الصلة استجابة للدعوة التي وجهها مجلس الأمن في الفقرة 3 من منطوق قراره 2351 (2017). إن جبهة البوليساريو، التي قبلت باستقبال بعثة الأمم المتحدة التقنية، لتدعو مجلس الأمن إلى ضمان التنفيذ الفوري لقراره 2351 (2017) بأكمله. كما تذكّر جبهة بوليساريو أيضا بأن الوجود الحالي لبعض أعضائها في منطقة القرقارات إنما هو تواجد مدني بحت وليست له طبيعة عسكرية.
6. إن تصعيد المغرب لتصرفاته وخطابه العدواني الذي يقدم فيها الجاني نفسه كضحية يأتي في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن لدراسة الحالة المتعلقة بالصحراء الغربية. كما أنه يحدث أيضا على خلفية النية التي أعرب عنها بشدة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، السيد هورست كولر، بشأن إعادة إطلاق عملية التفاوض بين الطرفين كما طالبت بذلك قرارات مجلس الأمن. ونتيجة لتخوفه مما قد تفضي إليه المفاوضات، فقد شرع المغرب في البحث عن أعذار لفك ارتباطه بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتزاماتها المتعلقة.
7. ويرجع تصعيد المغرب أيضا إلى الهزائم التي عانى منها مؤخرا على يد محكمة العدل الأوروبية التي حكمت ضد نهبه غير القانوني للموارد الطبيعية للصحراء الغربية. إن الموقف القوي الذي عبر عنه الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة بشأن الحاجة الملحة لإجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية قد وجه أيضاً ضربة قوية لمحاولات المغرب لتحييد مساهمة أفريقيا المهمة في جهود السلام في آخر مستعمراتها.
8. إن ادعاءات المغرب المغرضة والكاذبة بشأن وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والوضع الحالي على الأرض في الصحراء الغربية ليست أكثر من مجرد محاولة متعمدة لذر الرماد في العيون بغية صرف انتباه مجلس الأمن عن القضايا الحقيقية التي تكمن وراء حالة الجمود الحالي. كما أنها تمثل خطوة استباقية لإفشال نتائج الجهود الديناميكية التي بذلها حتى الآن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، السيد كولر، بهدف إطلاق العملية السياسية من جديد وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
9. وبعد اعترافه بعجزه عن فرض الأمر الواقع الاستعماري بالقوة العسكرية في كامل إقليم الصحراء الغربية وعن تغيير الوضع الراهن في الآونة الأخيرة، فإن المغرب يتوجه الآن بنحو يائس إلى مجلس الأمن ليطلب منه المستحيل، ألا وهو الضم غير القانوني الإقليم بصدد عملية تصفية الاستعمار منه وخاضع لمسؤولية الأمم المتحدة والذي لا يتمتع المغرب عليه بأي سيادة على الإطلاق.
10. ومن الواضح أن التحركات الأخيرة للمغرب إنما تمثل حلقة أخرى من سياسة الابتزاز والسلوك المتسم بالتحدي والذي لم يلق للأسف الرد اللازم والقوي من قبل مجلس الأمن. ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، معارضته لرصد حقوق الإنسان في إطار ولاية المينورصو، وطرده للمكون المدني للبعثة، ومحاولته تغيير الوضع الراهن في منطقة القرقارات، وفرضه أن تحمل السيارات التابعة للبعثة لوحات أرقام مغربية، وختمه لجوازات سفر موظفي البعثة عند دخولهم إلى الصحراء الغربية وخروجهم منها، وكذا تحديه المتكرر لسلطة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية في منطقة عملها.
11. ولذلك فإن جبهة البوليساريو تدعو مجلس الأمن على وجه السرعة إلى ضمان ألا تصرفه هذه الأساليب التضليلية عن القضايا الحقيقية التي يجب معالجتها من أجل أن تتقدم عملية التفاوض بين الطرفين صوب تحقيق هدفها النهائي، أي الوصول إلى حل عادل وسلمي يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره. كما تدعو جبهة البوليساريو مجلس الأمن إلى استخدام سلطته لحث المغرب على الانخراط الجدي والبناء في العملية السياسية، واحترام بنود وقف إطلاق النار بصرامة والاتفاق العسكري رقم 1، والكف عن القيام بأي عمل من شأنه أن يزيد التوتر في المنطقة ويهدد استقرارها وأمنها.
12. وتود جبهة البوليساريو أن تجدد التأكيد لمجلس الأمن وللأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي للصحراء الغربية على تقيدها الثابت ببنود وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري ذي الصلة رقم 1، وعلى التزامها القوي بالمفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للصحراء الغربية بغية التوصل إلى حل سلمي وعادل يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره.
وسأكون ممتنا لكم لو تفضلتم باطلاع أعضاء مجلس الأمن على هذه الرسالة.
وتفضلوا، سعادة السفير، بقبول فائق الاحترام والتقدير.
البخاري أحمد
ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة