um6p
قمة تيكاد 9 بيوكوهاما.. هل تفتح مشاركة البوليساريو أزمة سياسية بين اليابان والمغرب هذه المرة؟

قمة تيكاد 9 بيوكوهاما.. هل تفتح مشاركة البوليساريو أزمة سياسية بين اليابان والمغرب هذه المرة؟

شطاري خاصمنذ 5 ساعاتآخر تحديث : الجمعة 8 أغسطس 2025 - 4:04 مساءً

شطاري-متابعة:

تستعد اليابان لاحتضان الدورة التاسعة من قمة “تيكاد” (TICAD) بمدينة يوكوهاما بين 20 و22 غشت الجاري، وسط أنباء متداولة عن مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية في القمة، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول كيف ستستقبل الرباط هذه المشاركة وتداعياتها على العلاقات المغربية اليابانية في ظل التحولات الكثيرة التي يعرفها ملف الصحراء.

ورغم أن اليابان لطالما أكدت رسميا أنها لا تعترف بجبهة البوليساريو، وأن حضور الأخيرة في قمم “تيكاد” لا يعكس موقف طوكيو، بل هو نتيجة لعضوية الجبهة داخل الاتحاد الإفريقي، إلا أن مراقبين يرون أن هذه التبريرات تصطدم بمواقف مغايرة لدول أخرى تعقد قمما مع القارة الإفريقية بنفس النهج والقوانين دون مشاركة البوليساريو.

وفي هذا السياق، فإن الصين وروسيا وكوريا الجنوبية على سبيل المثال، تنظم قمما ومؤتمرات للتعاون مع إفريقيا، تعتمد منهجية واضحة وصارمة برفض حضور الكيانات غير الأعضاء في الأمم المتحدة، وهو ما يُقصي تلقائيا البوليساريو من المشاركة في تلك الفعاليات، دون أن يؤدي ذلك إلى أي أزمة مع الاتحاد الإفريقي.

ووفق ذات المراقبين، فإن هذا التباين في المواقف يطرح تساؤلا ملحا، هو لماذا لا تعتمد طوكيو نفس النهج؟ ولماذا تسمح -في حالة حدوث ذلك- بحضور كيان لا تعترف به، إلى أرضها، في إطار قمة دولية تنعقد تحت سيادتها؟ خصوصا وأنها تدرك تماما حساسية هذا الملف بالنسبة للمغرب، الذي يعتبر قضية الصحراء محورا أساسيا في سياسته الخارجية.

ويشار في هذا الإطار، أن القمة المقبلة تأتي في سياق حساس في ظل “السابقة الدبلوماسية” التي وقعت في قمة “تيكاد 8” بتونس سنة 2022، حينما استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد زعيم جبهة البوليساريو بـ”مراسم رسمية”، الأمر الذي فجّر أزمة سياسية حادة بين المغرب وتونس، لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.

وكان المغرب حينها قد ألغى مشاركته في القمة وسحب سفيره من تونس، في خطوة عكست غضب الرباط من التصرف الذي أقدم عليه الرئيس التونسي، الذي بدا واضحا حينها أنه يتصرف تحت تأثير الجزائر التي كانت قبل ذلك بوقت قصير قد ضخت أموالا مهمة لإنقاذ الوضع الاقتصادي الذي تسبب فيه قيس سعيد، والذي لازالت تتخبط فيه تونس إلى اليوم.

وفي أعقاب تلك الأزمة، خرجت اليابان ببيان توضيحي أكدت فيه أنها ليست الجهة التي وجهت الدعوة للبوليساريو، وحمّلت مسؤولية ذلك للاتحاد الإفريقي باعتباره شريكا منظما في القمة، إلا أن هذا التبرير قد لا يمنع اليوم المغرب من التعبير عن غضبه من اليابان في حالة إذا شاركت البوليساريو في يوكوهاما.

ووفق مهتمين بقضية الصحراء، فإنه من الناحية القانونية والسياسية، اليابان ليست ملزمة بقبول وفود لا تعترف بها، خاصة أن القمة يتم تنظيمها بشكل رئيسي من قبل الحكومة اليابانية، ما يمنحها صلاحية ضبط قائمة المشاركين على أراضيها، دون أن يعني ذلك إساءة للعلاقات مع الاتحاد الإفريقي.

ويتوقع المهتمون بملف الصحراء، أن يكون للمغرب موقفا صارما في حالة مشاركة البوليساريو في القمة المقبلة، وهو ما قد يُعرض العلاقات اليابانية مع المغرب للاهتزاز، ولا سيما أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في تطور مستمر، كما أن المغرب يعتبر شريكا مهما لطوكيو في شمال إفريقيا.

وتُعتبر قمة “تيكاد” أو “المؤتمر الدولي لطوكيو حول التنمية الإفريقية”، مبادرة يابانية أُطلقت عام 1993، وتُعقد بشراكة مع الأمم المتحدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي  (UNDP)، والبنك الدولي، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وتهدف إلى تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين إفريقيا وشركائها الدوليين، ودفع عجلة التنمية في القارة.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري خاص