شطاري-متابعة:
وجهت الشرطة الوطنية الإسبانية، بتعاون وثيق مع المديرية العامة للأمن الوطني المغربي، ضربة قوية لشبكات الاتجار الدولي بالمخدرات بعد أن تمكنت من حجز أكثر من 11 طناً من الحشيش في عمليتين نوعيتين نُفذتا في أقل من أسبوع بكل من مالقا والجزيرة الخضراء الاسبانيتين.
العمليات المشتركة أسفرت عن تفكيك شبكة إجرامية وصفتها الأجهزة الأمنية الاسبانية بـ”المتشعبة والمعقدة”، حيث تتكون من عناصر إسبانية ومغربية متخصصة في تهريب كميات ضخمة من المخدرات نحو الأراضي الإسبانية.
وبحسب “أوروبا بربس” فقد أوقفت الشرطة الاسبانية عشرة أشخاص وجرى إيداعهم السجن الاحتياطي بتهم تتعلق بالاتجار في المخدرات والانتماء إلى منظمة إجرامية، تحت إشراف النيابة العامة المتخصصة في مكافحة المخدرات بالمحكمة الوطنية، إلى جانب نيابة منطقة جبل طارق.
وتعود تفاصيل العملية الأولى إلى يوليوز الماضي، حين تبادل الجانبان المغربي والإسباني معلومات دقيقة قادت إلى رصد شاحنة للنقل الدولي بمقطورة مُبردة وصلت إلى ميناء الجزيرة الخضراء قبل أن تتجه صوب مدينة ملقا، ترافقها سيارتان يُشتبه في كونهما “مركبات مرافقة”.
وبعد عملية تفتيش دقيقة، عُثر داخل الشاحنة، التي كانت تحمل في واجهتها شحنة من البطيخ، على كمية ضخمة بلغت 9 أطنان و300 كيلوغرام من الحشيش مخبأة بعناية بين البضائع، ليتم توقيف ستة أشخاص متورطين في هذه العملية.
أما العملية الثانية، فقد جاءت في أعقاب تتبعات أمنية انطلقت منذ غشت الماضي، حيث جرى يوم 5 شتنبر بمالقا الاسبانية توقيف شاحنة قادمة من طنجة برفقة سيارة مرافقة، وبعد التفتيش، تم العثور على كمية تناهز 1825 كيلوغراماً من الحشيش كانت مخبأة داخل أثاث منزلي مُهيأ بدقة عبر صناديق ذات تجاويف سرية.
وأسفرت العملية كذلك عن حجز 14 ألف يورو نقدا، وأربعة سيارات وثمانية هواتف نقالة، فضلا عن توقيف أربعة أشخاص تم إيداعهم السجن لاحقا.
وتبرز هذه العمليات، أنماط العمل المتطورة التي باتت تنتهجها الشبكات الإجرامية العابرة للحدود بين إسبانيا والمغرب، وفي المقابل تكرس أيضاً فعالية التعاون الأمني والاستخباراتي الثنائي، الذي يُنظر إليه كأحد الأعمدة الرئيسية في مواجهة التهديدات المرتبطة بالاتجار الدولي بالمخدرات.