شطاري-متابعة:
انطلقت بمدينة الداخلة، اليوم الخميس، أشغال المنتدى الاقتصادي الفرنسي المغربي رفيع المستوى، الذي ينظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) بشراكة مع حركة مقاولات فرنسا (MEDEF)، بحضور أكثر من 300 من قادة الأعمال والمستثمرين من البلدين، يمثلون قطاعات حيوية تشمل الطاقة، والبنية التحتية، والسيادة الغذائية، والخدمات.
وحسب ما أورده موقع السفارة الفرنسية بالرباط، فإن هذا المنتدى يأتي في سياق الزخم المتزايد الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين الرباط وباريس، وفي إطار الدينامية الاستثنائية التي تشهدها جهات الصحراء، لاسيما جهة الداخلة وادي الذهب، التي أصبحت وجهة واعدة للاستثمارات الدولية الكبرى في مجالات الطاقات المتجددة والخدمات اللوجستية والاقتصاد الأزرق.
ويعكس تنظيم المنتدى في مدينة الداخلة المكانة المتنامية التي باتت تحتلها الأقاليم الجنوبية كمحور استراتيجي للتعاون الاقتصادي الدولي، خصوصًا في ظل انفتاحها على الأسواق الإفريقية وارتباطها بشبكة مشاريع بنية تحتية ضخمة تربط شمال المملكة بجنوبها.
وفي هذا السياق، أكد سفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، اليوم الخميس بالداخلة ضمن كلمته خلال افتتاح المنتدى، أن الدولة الفرنسية تشجع وتدعم الشركات الفرنسية في استثماراتها بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأكد لوكورتيي أن الشركات الفرنسية شاركت بالفعل في “التنمية المدهشة” التي شهدها المغرب، مضيفا أنها ستكون حاضرة أيض ا في “التنمية الأكثر تميزا في جنوب المملكة”.
واستعرض السفير مسار التنمية الشاملة التي يعرفها المغرب، مشيرا إلى أنه “في المجال الصناعي، ارتقى البلد إلى مستوى غير مسبوق في سلاسل القيمة العالمية، بينما في المجال الطاقي، يتحول المغرب إلى عملاق حقيقي في الميدان”.
وفي هذا السياق، ذكر بأن الشراكات المغربية – الفرنسية قائمة بالفعل لاستغلال هذه المؤهلات سواء في مجال الطاقات المتجددة، أو الربط بين أوروبا وإفريقيا، أو آفاق تطوير الهيدروجين الأخضر.
وأوضح أن “كل ذلك سيتم أساسا في جهات كلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب”.
وأضاف لوكورتيه موجها حديثه إلى الشركات الفرنسية: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، هو الوقت المناسب لتسريع، بشكل أكبر، وتيرة اغتنام الفرص التي يوفرها المغرب في هذه الجهات”.
كما شدد الدبلوماسي الفرنسي على أن هذا المنتدى “يجسد الدينامية الاقتصادية الاستثنائية بين بلدينا”، مبرزا أهمية تنظيم هذا الحدث في الداخلة، المدينة التي ترسم فيها وتتطور ملامح تعاون الغد”.
وأوضح أن هذا المنتدى يحمل أيضا دلالة رمزية بالغة الأهمية، لأنه يجسد الموقف الواضح وغير الملتبس لفرنسا بشأن الصحراء، وهو الموقف الذي أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومفاده أن “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية”.
وخلص إلى أن المنتدى يجسد كذلك انفتاح الاقتصاد المغربي نحو إفريقيا، ويضع لبنة جديدة لخارطة الطريق الاقتصادية المغربية – الفرنسية للجيل المقبل.