أكد البروفيسور إبراهيم الأحمدي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، المختص في الإنعاش والتخدير، اليوم السبت بالداخلة، أن إفريقيا بحاجة اليوم إلى بناء نظام صحي خاص بها، يكون متمتعا بالقوة والمتانة.
وأوضح البروفيسور الأحمدي، على هامش أشغال القمة الإفريقية الأولى حول أنظمة الصحة والسيادة الصحية، المنظمة من قبل مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة (FM6SS)، أن هذا الطموح القاري ينسجم مع الرؤية الملكية الذي يجعل من الصحة ركيزة استراتيجية للسيادة ومحركا أساسيا للتنمية البشرية والاجتماعية.
وأضاف أن مدينة الداخلة، بما تمثله من رمز للوحدة الوطنية والانفتاح على إفريقيا، تعد فضاء مثاليا لإطلاق تفكير بناء حول خمسة مرتكزات أساسية لبناء نظام صحي إفريقي مندمج وفعال.
ويتعلق المرتكز الأول بالتحكم في الصحة العامة وعلم الأوبئة، من خلال فهم أفضل للأمراض ووضع خريطة قارية للأمراض المعدية وغير المعدية، بهدف الاستباق والفعالية في مواجهة المخاطر الصحية.
أما المرتكز الثاني، فيقوم على تطوير بنية تحتية صحية حديثة، منصفة ومتاحة، قادرة على ضمان ولوج موثوق للعلاج لكل مواطن إفريقي.
ويركز المرتكز الثالث على تثمين الرأسمال البشري عبر التكوين المستمر والمتعمق للمهنيين، بما يكفل رعاية أفضل للمرضى ويعزز قدرة النظام الصحي على الصمود. ويهم المرتكز الرابع السياسة الصحية والحكامة والتمويل، باعتبارها عناصر محورية لبناء أنظمة قوية ومهيكلة، تتوفر على موارد مستدامة لمواجهة تحديات الصحة في القارة.
أما المرتكز الخامس فيتمثل، برأيه، في البحث العلمي والابتكار والرقمنة، بوصفها أدوات ضرورية للارتقاء بالأنظمة الصحية إلى مستوى المعايير الدولية وضمان تطورها المستمر.
وخلص البروفيسور الأحمدي إلى أن هذه المرتكزات الخمسة تشكل قاعدة قارية متجانسة، من شأنها أن تمكن في نهاية المطاف من بناء نموذج صحي إفريقي مستقل وفعال يلبي حاجيات الساكنة ويستجيب لأولويات القارة.