تبون يستعد لزيارة إسبانيا.. والصحراء على طاولة النقاش مجددا بعد استمرار ملامح الأزمة جراء رفض سانشيز التراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي

تبون يستعد لزيارة إسبانيا.. والصحراء على طاولة النقاش مجددا بعد استمرار ملامح الأزمة جراء رفض سانشيز التراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي

شطاري خاص3 ديسمبر 2025

شطاري-متابعة:

يستعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقيام بزيارة رسمية إلى مدريد خلال شهر دجنبر الجاري، في خطوة تُقرأ كجزء من مساعي إعادة ترتيب المقاربات الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، وذلك مباشرة بعد القمة رفيعة المستوى بين مدريد والرباط المقررة هذا الأسبوع.

ووفق معطيات صحيفة The Objective الإسبانية فإن الحكومة الإسبانية تُحضّر للإعلان رسمياً عن الزيارة بمجرد مصادقة مجلس الوزراء على تعيين راميرو فرنانديز باتشيلير سفيرا جديدا لإسبانيا في الجزائر، خلفا لفرناندو موران كالفو سوتيلو الذي سيُحال قريبا على التقاعد.

وتشير الصحيفة الإسبانية إلى أنّ تعيين باتشيلير، وهو دبلوماسي مخضرم شغل مناصب سفير في بولندا ورومانيا والغابون، يُعدّ آخر خطوة بروتوكولية قبل تثبيت موعد زيارة تبون، حيث تأتي هذه التحركات بينما يعمل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على فتح قناة سياسية مزدوجة بين الرباط والجزائر، في لحظة إقليمية حسّاسة أعقبت التصويت الأخير داخل مجلس الأمن حول ملف الصحراء (القرار 2797)، وما رافقه من إعادة اصطفاف دبلوماسي لصالح الرباط.

زيارة تبون ستكون الأولى له إلى مدريد منذ توليه السلطة في دجنبر 2019، بينما تعود آخر زيارة لسانشيز إلى الجزائر إلى أكتوبر 2020، أي قبل انفجار الأزمة التي نجمت عن التحول المفاجئ في موقف مدريد من قضية الصحراء، وإعلان دعمها خطة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب لحل النزاع المفتعل.

وبدات العلاقات الاقتصادية بين البلدين تستعيد حركيتها بعد أزمة تجارية استمرت 28 شهرا، كبّدت الشركات الإسبانية خسائر تناهز 3,2 مليار يورو، وتسببت في انهيار الصادرات نحو الجزائر من 1,9 مليار يورو سنة 2021 إلى حوالي 330 مليون يورو خلال 2023، إذ رغم عودة التبادل التجاري إلى مساره الطبيعي، إلا أن حجم المبادلات لم يعُد بعد إلى مستوى ما قبل الأزمة، في وقت ما تزال فيه ملفات حسّاسة مثل التأشيرات تُلقي بظلالها على العلاقة الثنائية بين مدريد والجزائر.

وتذكر وسائل إعلام إسبانية، أنّ الجزائر تشتكي منذ شهور من بطء معالجة ملفات التأشيرات في القنصليات الإسبانية، معتبرة ذلك نوعاً من الضغط غير المعلن، فيما ردّت الجزائر بدورها عبر تأخير منح الاعتماد الدبلوماسي للقنصل الإسباني الجديد في العاصمة، في سابقة غير مألوفة في البروتوكولات الدبلوماسية بين البلدين.

كما تراجع مستوى التعاون الأمني في مجال ترحيل المهاجرين غير النظاميين، بعد توقف الجزائر عن قبول عمليات الترحيل، ما أدى إلى ارتفاع واضح في تدفقات القوارب نحو السواحل الإسبانية، خاصة جزر البليار، وفق بيانات وزارة الداخلية الاسبانية.

وتأتي هذه التحركات السياسية في وقت شهدت فيه الجزائر حالة غليان داخلي، بعد شيوع خبر فرار الجنرال عبد القادر حداد “ناصر الجن”، الرئيس السابق للاستخبارات المضادة، والذي ترددت معلومات عن وصوله إلى السواحل الإسبانية على متن قارب سريع انطلاقا من الساحل الجزائري، قبل أن ينفي المركز الوطني للاستخبارات في مدريد وجود أي دليل على دخوله التراب الإسباني وانتشار خبر اعتقاله بالجزائر.

ووفق تقرير The Objective فإن زيارة تبون المرتقبة ستكون اختبارا جديا لقدرة البلدين على طي صفحة التوتر التي بدأت سنة 2022 حين قررت الجزائر سحب سفيرها وتعليق معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة سنة 2002، رداً على الموقف الإسباني الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.

وتُعبّر زيارة الرئيس الجزائري المرتقبة إلى مدريد، حتى وإن لم يُحدد موعدها بعد، عن مراجعة محتملة للمسار الذي سار عليه النظام الجزائري منذ أزمة 2022، حين اختار سياسة القطيعة مع إسبانيا والدول الأخرى التي دعمت مبادرة الحكم الذاتي للصحراء.

هذا المسار أدى إلى تكاليف اقتصادية كبيرة، من أبرز مظاهرها ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع قيمة الدينار الجزائري، وفقدان سوق رئيسية مثل إسبانيا كمستورد للطاقة الجزائرية، حيث تبدو الزيارة المحتملة محاولة للجزائر لإعادة فتح قنوات التعاون الاقتصادي والسياسي، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وتقليل الخسائر الناجمة عن الانغلاق السياسي الطويل.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري خاص