علي الباه:
في ظرفية الإنتخابات و ما تشهده الأحزاب من شحد لسيوف تزكياتها بأعتى رجالات المشهد السياسي بالعيون، تعيش المدينة حالة من الإنقسام بين جل القبائل الصحراوية. و ذلك عائد إلى تنافس عدة رجالات من ذات القبيلة، على مقاعد البرلمان بألوان أحزاب مختلفة، حيث الرهان القوي على تحريك الحماسات القبلية من أجل حشد الأصوات.
و رغم أن هذه المرة تشهد صعود وجوه جديدة على السطح، و عودة أخرى للمنافسة، إلا أن معترك أكتوبر المقبل سيكون حامي الوطيس، إذ سينقسم تكتل قبائل “تكنة” إلى ثلاثة أقسام. فيما كبرى قبائل الصحراء “الركيبات” ستنقسم إلى شقين رئيسيين.
– فرسان قبيلة “الركيبات” الإنتخابيون..
دأبت قبيلة “الركيبات” على تقديم آلة إنتخابها، من عائلتين خبرتا السياسة منذ عهد الإستعمار الإسباني، و هما عائلة “آل الرشيد” و عائلة “آل الجماني”.
حمدي ولد الرشيد، كبير عائلة “آل الرشيد”
المنحدرة من قبيلة “الركيبات-التهالات”، لم يغير حزبه، وسينافس بعلم حزب الإستقلال، الذي لم تغيره العائلة يوما منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، زمن كان فيه، رئيس الكوركاس حاليا، “خليهن” عميد العائلة في الملعب السياسي.
عمدة مدينة العيون، يحظى بقاعدة شعبية كبيرة في أوساط مجمل القبائل، و بالخصوص في قبيلته. لكن هذه المرة يزاحمه في الصورة ابن عم له، الذي استقطبه مؤخرا حزب آخر غير حزبه، الأمر الذي سيفرض على العمدة، أن يغير في خططه الإنتخابية، لا سيما بعد فشل زواج ابن أخيه “خليهن” من ابنة رجل الأعمال، حسن الدرهم.
في الكفة الأخرى لميزان قبيلة “الركيبات” الذي لا يعرف إلى أيهما سيميل يوم ال7من أكتوبر، يقف “محمد سالم الجماني”، كبير عائلة “آل الجماني” المنحدرة من قبيلة “الركيبات –لبيهات”، و التي عرفها المشهد السياسي بالصحراء منذ بيعة “خطري ولد الجماني” للملك الراحل الحسن الثاني سنة ال75. العائلة التي دأبت على خوض غمار الإنتخابات، منافسة ل”آل الرشيد”، بإسم حزب “الحركة الشعبية”، ستخوض هذه المرة، غمار الإستحقاقات البرلمانية القادمة، و في يده علم “تراكتور” “البام”، بدائرة العيون، بدل سنبلة الحركة الشعبية التي غادرها مؤخرا، في صفقة خاصة لجلب “البام” مزيدا من المقاعد البرلمانية.
– فرسان قبائل “تكنة”..
بعد عودته إلى حضن الحزب اليساري، رجل الأعمال “حسن الدرهم”، كبير عائلة “آل الدرهم”، المنحدرة من قبيلة “أيت بعمران- أيت أيوب”، وكل إليه “الإتحاد الإشتراكي” رأس قائمته في العيون. “حسن الدرهم” بعد فشل زواج إبنته من ابن “خليهن ولد الرشيد”، عاد إلى حزبه بعد فشل الزواج السياسي، كما وصفه البعض، لكن تبقى له مصاهرة مع رجل الأعمال، و رئيس جهة العيون سابقا “حم ولد بيدا”، و أحد كبار “أهل بوصولة” المنحدرين من قبيلة “إزركيين-شتوكة”، الأمر الذي سيستقطب له أحلاف صهره، لكن المعضلة هي نزول، ابن عم زوجة “حم ولد بيدا”، “محمد بوتباعة” رئيس جماعة “الشبيكة” و شاب عائلة “أهل بوتباعة” المنحدرة من قبيلة “إزركيين-شتوكة”، إلى ملعب الإنتخابات و بيده سنبلة “الحركة الشعبية”، الشيء الذي سيجعل إنقساما في الوسط العائلي إلى إثنين.
و من جهتها فستعرف قبيلة “إزركيين” هي الأخرى انقساما فيها، و ذلك عائد إلى ترشح أحد أبنائها أيضا في استحقاقات أكتوبر، بحمامة الأحرار، و هو “محمد عياش” رئيس جماعة “فم الواد”، المنحدر من قبيلة “إزركيين-الگرح”، و الذي يتداول البعض في أوساط القبيلة، أنه مدعوم منها و من تكتل “قبائل تكنة”، كما حصل مع “الجيد الگارحي” في إنتخابات برلمانية سابقة، لا سيما و أنه يمثلهم بحمامة حزب الأحرار، التي صارت أيقونة “تكنة” في الصحراء.
و رغم أن الإستحقاقات البرلمانية القادمة، و الصراع السياسي يرتدي “دراعة” القبيلة بلا شك، إلا أن الصناديق الإنتخابية ستكون محضة، ولن تخرج عن سياج قواعد اللعبة السياسية المسموح بها في المغرب.