شطاري-العيون
بعد تنظيمه بمدينة الداخلة للسنة الرابعة على التوالي السنة الماضية2018، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، يعود المنتدى الدولي ”كرانس مونتانا” مرة أخرى في نسخته الخامسة بجوهرة الصحراء، خلال أيام 14و15و16و17 من شهر مارس الجاري.
الحدث يعتبر وجهة مرجعية لكل من صانعي القرار في القطاعين العام والخاص، بخصوص التعامل مع التحديات الكبرى في إفريقيا وتكاملها العالمي، حسب المنظمين، إذ ستشهد النسخة الخامسة من المنتدى، تجمع رؤساء الدول والحكومات والوزراء والمنظمات الإقليمية والدولية والنواب، بالإضافة إلى كبار رجال الأعمال القادمين من إفريقيا وبقية العالم.
الدورة الماضية من منتدى كرانس مونتانا، التي نطمت خلال الفترة ما بين 15 و20 مارس 2019، تحت شعار “إفريقيا وتعزيز التعاون جنوب جنوب”، عرفت حضور أزيد من ألف مشارك من مستوى رفيع، يمثلون أكثر من 100 دولة بينها 49 دولة أفريقية، ضمنهم رؤساء دول وحكومات سابقين ووزراء وبرلمانيين وخبراء وفاعلين اقتصاديين ومدنيين. حيث كانت قد توزعت أشغال المنتدى إلى جزأين، نظم الأول بمدينة الداخلة وانكب المشاركون خلاله على مناقشة قضاياهم، بالخصوص، الأمن الصحي العمومي، والتدبير الحضري، واقتصاد المحيطات والصيد البحري، وتمكين النساء والشباب، والشراكة بين إفريقيا وآسيا.
تجديد الثقة في جوهرة الصحراء، مدينة الداخلة، لاحتضان الحدث الدولي الكبير، كان نتاجا لإشادة مجموعة من الفاعلين الدوليين في مجالات عديدة، بحسن سير برنامج المنتدى، والتنظيم المحكم الذي يتم بصورة ترقى لاحتضان مثل هذه التظاهرات الدولية، أمنيا ولوجستيكيا.
ولعل التوجه لتنظيم المنتدى الدولي بمدينة الداخلة، قد يعود لما تزخر به هذه المدينة من مؤهلات سياحية، وطبيعية، خاصة وأن هذه الأخيرة كانت وباتت محجاًّ سياحيا خاصة لعشاق الطبيعة البحرية، والسكينة والمؤهلات التي تساعد على ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية البحرية، ناهيك عن الرغبة في انخراط مدن الصحراء والمشاركة في احتضان تظاهرات دولية فريدة من نوعها قد تعود بالنفع عليها سواء في القريب أو البعيد.
وعلى غرار منتدى “كرانس مونتانا”، نجد أن مدنا من الصحراء، كحاضرة بوجدور باتت منارة إعلامية بصورة مميزة، وذلك في أعقاب استضافتها للملتقى الدولي للإعلام في نسخته الأولى السنة الماضية 2018، حيث استقطبت وجوها إعلامية معروفة على الساحة الدولية ، كما كان لها وقع كبير في التعريف بالتراث المادي واللامادي للمنطقة، و التعريف بالموروث الصحراوي، والخصائص الطبيعية، الاقتصادية، الثقافية، لإقليم التحدي.
وفي ذات السياق، تتجدد الثقة في مدن الصحراء لتحتضن منتديات دولية، كفعاليات المنتدى الدولي للإبداع والقيادة النسائية الإفريقية، الذي احتضنته مدينة العيون، والذي شاركت فيه 12 روائية وكاتبة من دول إفريقية مختلفة بهدف تسليط الضوء على صورة إفريقيا في الإبداع الأدبي النسائي..
وغير بعيد عن ذلك عرفت مدينة العيون أيضا السنة الماضية، خلال الفترة الممتدة مابين 2 و4 نونبر 2018 فعاليات منتدى المغرب-فرنسا للأعمال، المنظم من طرف جهة العيون الساقية الحمراء، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب.
و يبدو أن المنتديات الدولية التي يتم تنظيمها في مدن الصحراء، تهدف إلى التعريف بخصوصيات هذه المدن، ناهيك عن النجاح التي تعرفه مثل هذه التظاهرات، على جميع الأصعدة والمستويات، ما يجدد الثقة في قدرة الصحراء على احتضان المزيد من المحافل الدولية في مجالات عديدة.