شطاري-متابعة
في إطار جرد التراث الثقافي والطبيعي بإقليم السمارة، حلت نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة العلمية للصحراء، بعثة مكونة من باحثين مغاربة وفرنسيين في تخصصات علمية مختلفة.
البعثةالتي يترأسها الدكتور وخبير الآثار المغربي عبد الله العلوي، باشرت عملها الميداني بموقع الغشيوات الذي يعتبر واحدا من أهم المواقع الأثرية بشمال إفريقيا والساحل، حيت يتجاوز طوله 13 كلمترا وعرضه 4كلمترات، كما يزخر بنقوش أثرية متنوعة، يعود أقدمها إلى العصر الحجري القديم السفلي.
النقوش الصخرية بهذه المنطقة يمكن تقدير عددها عدة بآلالاف وتمثل مختلف حقب وفترات الفن الصخري بالصحراء وتعكس مراحل تاريخية كانت تعرف فيها المنطقة مناخا رطبا ساهم في تنوع الوحيش وتربية المواشي بكثافة ولعل هذا ما تعكسه المواضيع الغنية والمتنوعة التي تناولتها النقوش الصخرية بالمنطقة من أفراس نهر وزرافات وفيلة وظباء وأبقار.
البعثة العلمية، كشفت أيضا عن بعض ملامح عيش الإنسان القديم عبر مشاهد منقوشة للقنص والتدجين، كما تزكيها عناصر أثرية سطحية على شكل بقايا الفخار وقشور بيض النعام المنقوش، ومجموعة من المعالم الجنائزية المهمة.
ويذكر أن هذا المشروع تحتضنه جمعية ميران لحماية الآثار بالسمارة، بدعم من المجلس الإقليمي، وهو مشروع متكامل يهدف إلى جرد وتثمين المؤهلات الثقافية والطبيعة بإقليم السمارة باعتبارها تشكل رافعة حقيقية للتنمية.