شطاري-العيون
قررت امرأة مغربية تعاني من مرض السرطان الهجرة على “مركب”، إلى جانب عدد غير محدد من المهاجرين غير النضاميين، في اتجاه جزر الكناري في محاولة للبحث عن علاج لحالتها في إسبانيا.
ونشرت فاطمة أبرود صورة ومقطع فيديو على حسابها على فيسبوك، حيث ظهرت في الفيديو إلى جانب مهاجرين آخرين على متن “المركب” وهو يغادر ساحل المحيط الأطلسي.
وفي تدوينة مطولة أشبه بمرثية حزينة، كتبت أبرود أنها لم تجد من سبيل لمواجهة مرضها وعذابها سوى ركوب قوارب الموت والمغامرة بحياتها لأيام طوال كانت “بمثابة زمن من الخوف والموت، بدل المرة ألف مرة طمعا في النجاة ليس إلا وافتتاح لحياة جديدة و لولادة روح أقوى”.
واسترسلت فاطمة، ابنة مدينة العيون، في وصف حالها وصراعها مع مرض السرطان، بالقول: “ أغتيلت أحلامي في مهد بلدي مرضا وبطالة وعطالة وموتا واضطهاد.. لم يدفعني حب المغامرة و تغيير الروتين، و لا مداعبة التجارب لخوض غمار المعركة ضد أعتى المحيطات وأخطر العوالم الزرقاء في البسيطة.. كان الدافع أكبر من أن أبقى لأتعذب في مكاني دون نتيجة، رغم أنني قاومت لتحقيق كل شيء، واستمريت لإثبات ذاتي و لو تكالبت علي محن الزمن، حالي حال باقي المنكوبين معي في القارب.. لكن لا حياة لمن تنادي”.
وعن اللحظات العصيبة التي قضتها فاطمة ومن معها من المهاجرين غير النظاميين على مركب “الموت”، أوضحت أبرود، أن كل من كان معها كانت أعينه تحكي عن طعم الحياة المر بطعم الحنظل، بل “كانت أرواحهم تغني سيمفونية الحياة التي تقاوم الموت، في اعتقادنا أننا حتى و إن لم ننتصر ومتنا فسنكون قد خسرنا و نحن مبتسمين، وأرواحنا مشبعة بالتحدي والمغامرة، و بهذا الحال نكون قد إنتصرنا لمجرد أننا لم نلبي رغبة الموت الذي يسكن محيطنا و بلدنا، ألا و هي: أن نموتوا و نحن معذبين عل قيد الحياة، في بلد لطالما قتلنا و لم يعترف بنا كأبناء حالمين له، كنا نقول مع كل موجة مفزعة إن الموت لا بد أنه قادم، و هو نهايتنا الحتمية لامحالة ، لكن في اللحظة ذاتها كنا نأمل مع ارواحنا لربما نستطيع أن نغير ولو القليل من مشاهد هذه النهاية الحتمية!”، تضيف فاطمة.
وفي سياق متصل كشفت فاطمة أنها قضت سنة وهي تفكر في قرار “الحريك”، مضيفة أنها اختارت ما بين أن “تموت في عمق البحر أو أن تولد من من جديد على أرض جذورها متشبعة بالإنسانية والرحمة”.
ولقي الفيديو والتدوينة تضامنا واسعا، من رواد المواقع الاجتماعية، مع فاطمة المنحدرة من مدينة العيون في الصحراء.
وتزامنت رحلة أبودرار مع حملة أطلقت مؤخراً على شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب لأشخاص يعانون من السرطان ولا يملكون وسائل لعلاج أنفسهم.
ويقول شعار الحملة التي حظيت بتضامن اجتماعي واسع، “لا نريد أن نموت بسبب السرطان”، وطيلة فترة الحملة شجب المرضى البطء في منح المواعيد في المستشفيات، وطالبوا برعاية طبية أفضل تلاءم العلاج المناسب.