um6p
أزمة تنسيق في سياسة خارجية مُمَزقة.. لماذا تابعت جنوب افريقيا زيارة زوما إلى المغرب بدقة وتجاهلت زيارة قائد جيشها لإيران؟

أزمة تنسيق في سياسة خارجية مُمَزقة.. لماذا تابعت جنوب افريقيا زيارة زوما إلى المغرب بدقة وتجاهلت زيارة قائد جيشها لإيران؟

شطاري خاصمنذ 6 ساعاتآخر تحديث : السبت 16 أغسطس 2025 - 4:46 مساءً

شطاري-متابعة:

تعيش جنوب افريقيا لحظة فارقة في سياستها الخارجية، بعدما وجدت نفسها أمام مشهد غير مسبوق من التباين بين مراكز القرار، تجلى بوضوح في الزيارة التي قام بها قائد الجيش الجنوب إفريقي، الجنرال رودزاني مافوانيا، إلى إيران، أول أمس الخميس، وما صاحبها من رسائل ودّية إلى طهران وانتقادات لاذعة لإسرائيل.

هذه الخطوة، التي جاءت دون تنسيق مسبق مع الرئاسة الجنوب افريقية، تزامنت مع مساعٍ حثيثة للرئيس سيريل رامابوزا لإعادة الدفء إلى العلاقات مع واشنطن، ورفع الرسوم الجمركية الإضافية التي أثقلت كاهل الصادرات الجنوب أفريقية، حيث وجدت بريتوريا نفسها فجأة أمام خطابين متوازيين، الأول، رئاسي يتحدث بلغة التهدئة والانفتاح على الغرب، وعسكري يتبنى مواقف قد تُقرأ في العواصم الغربية كاصطفاف مع محور إقليمي مثير للجدل.

رد فعل الرئاسة جنوب إفريقية جاء سريعا وحادا، فقد أكد المتحدث باسمها، فينسنت ماغوينيا، أن الرئيس لم يكن على علم مسبق بالزيارة، وأن تصريحات من هذا النوع في لحظة جيوسياسية حساسة قد تقوّض مسار دبلوماسي معقد، كما أن  “التحالف الديمقراطي”، الشريك الرئيسي في حكومة الوحدة الوطنية بجنوب افريقيا، فقد اعتبر أن ما صدر عن مافوانيا يرقى إلى خرق لمبدأ حياد المؤسسة العسكرية، مطالبا بمحاكمته عسكريا.

وإذا كانت خارجية جنوب أفريقيا- الحزب الحاكم – قد تابعت زيارة الرئيس الأسبق جاكوب زوما إلى المغرب بدقة، ولقائه بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وتوثيق ورفض تصريحه الداعم لمبادرة الحكم الذاتي ومغربية الصحراء، ثم إصدار بيان مقتضب بشأن استخدام علم البلاد أثناء الزيارة ووصفه بالخلل الشكلي، فإن ذلك يبرز التباين الواضح والمثير للجدل، بجهلها لزيارة قائد الجيش الوطني، الجنرال رودزاني مافوانيا، إلى إيران، التي أعلنت الرئاسة صراحة أنها لم تكن على علم بها.

هذا التباين بين المتابعة الدقيقة لزيارة زوما إلى المغرب وإهمال زيارة استراتيجية لقائد القوات المسلحة بجنوب افريقيا لايران، يسلط الضوء ربما على أزمة أعمق في السياسة الخارجية لبريتوريا، إذ أصبح واضحا أن هناك قنوات ومبادرات قد تتجاوز الخطوط الرسمية، وتستطيع التأثير في موقف جنوب افريقيا الرسمي، دون احترام آليات التنسيق المعتمدة، كما أن هذه الفجوة تؤكد وجود شرخ بين الرئاسة في جنوب افريقيا والمؤسسة العسكرية، وهو ما يطرح أسئلة جدية حول وحدة الموقف في مواجهة القضايا الحساسة، مثل العلاقات مع الولايات المتحدة أو مواقف جنوب افريقيا من النزاعات الإقليمية الكبرى كقضية الصحراء .

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري خاص