شطاري-العيون
هو العالم الجليل و الفقيه المتمكن الشهير سيداتي ابن السلامي ابن لحبيب ابن المصطفى ابن السيد ابن عبد الوهاب من الشرفاء السباعيين، و أمه اتفرّحْ منت الشـيخ الولي و ابن شيخنا القطب الشيخ ماء العينين رضي الله عنه ،ولد سنة 1360هـ/1941م بمنطقة نكجير، و كف بصره في السنة الثانية من عمره، لكن الله عوضه ببصيرة حادة.
نشأ و ترعرع في منطقة الصحراء(وادي الذهب) بتيرس خصوصا ، و حفظ القرآن وهو ابن اثنتا عشرة سنة على يد علماء وشيوخ أجلاء منهم محمد البيرة، ومحمد فيه البركة بن خطري، ومصطفي ولد صنيبة، و محمدو ومحمد حمنّا ولد ماء العينين ومحمد عبد الله التيدراريني، و أجازه في القران الشيخ محمد لمام ولد الشيخ ماء العينين، و ماء العينين العتيق واحمد فال ولد بيمين، والسعد ولد الشيخ حسنا، و محمد ولد عبد الله الغلاوي الشنقيطي وغيرهم.. .ثم درس النحو والفقه والادب و اللغة و التاريخ والفلسفة الاسلامية على يد علماء وأساتدة منهم أحمد حبيب الله ولد بوه، و لعبدة ولد بيمين و ماءالعينين يحجبو و غيرهم.
يعتبر من أكبر أدباء الصحراء و له انتاجات شعرية، و جمع ديوانا من ثمانية عشر جزء استمر في جمعه لأكثر من ثلاث و عشرين سنة و ضاع سنة 1987 م على إثر الاعتقال التعسفي في سنوات الجمر آنذاك مع ما ضاع من أشرطة ومخطوطات تاريخية أخرى تعني بالمنطقة وتراثها و تاريخها. جال طيلة حياته في عدد كبير من الدول الإفريقية والعربية والاوربية والتقى بشخصيات علمية دينية وأدبية وثقافية واعلامية وازنة من بلدان عديدة.
في سنة 1956 م انخرط في جيش التحرير و قاوم المستعمر و على إثرها عانى من عاهات مستديمة ما زالت تعيقه الى هذا اليوم في حياته الإجتماعية و العملية. عمل في مجال التجارة منذ بلوغه سن الرشد الى أن إلتحق بإذاعة العيون سنة 1962 م، فاشتغل منسقا للقسم الحساني والديني و الادبي و هو في سن العشرينيات و في سنة 1972 م ساهم في اول برنامج متلفز في لاس بالماس، و حاز على أثرها على جائزة و شهادة تقديرية سلمت له من طرف الحاكم الإسباني فرانشيسكو فرانكو، لهذا السبب تعتبر هذه الشهادة من الدرجة الثانية في مملكة إسبانيا في سباق البرامج المحلي والدولية. و قد شارك في عدد كبير من الملتقيات و المؤتمرات على الصعيدين الإقليمي و الوطني والدولي و له شواهد تقديرية وشرفية.
و يعتبر من أهم اعضاء منظمات المكفوفين كمنظمة المكفوفين الاسبانية، و شغل سنة 1982 منصب عضو في المجلس العلمي بالعيون و في سنة 1986 عين شيخا قرويا قبل تجريده من هاته المناصب سنة 1987 على إثر الاعتقال التعسفي الجائر. و له انتاجات وبرامج ثقافية و ادبية سواء عبر الاذاعة أو التلفزة المحليتين و له إسهامات في مجال الأدب و التراث الحساني الخاص بالباحثين المتخصصين في هذا المجال. و هو أب لثلاثة عشر إبنا و بنتا و محل سكناه الحالي هو العيون.
ملحوظة:
هذه السيرة نقلتها كاملة مع شيء من التصرف، عن بعض المجموعات الفيسبوكية. والشيخ سيداتي سبق وأن استضافه الطلبة الصحراويون بالأحياء الجامعية بالرباط في مهرجان ثقافي كبير، وقد حدثني عن جوانب من سيرة حياته الحافلة وتشرفت بتقديم وتنشيط أمسية ساهرة معه حضرتها جموع غفيرة من الطلبة ومن خارج الأحياء الجامعية من المهتمين بالأدب والثقافة بالحي الجامعي السويسي الثاني بالرباط.
رحم الله تعالى شيخنا سيداتي السلامي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد لبيهي