شطاري-العيون
تساءلت صحيفة “الغارديان” البريطانية في مقال للكاتبة أفوا هيرش: “لماذا يتم تجاهل نجاحات إفريقيا في مواجهة فيروس كورونا؟”، حيث تلقي الضوء على تجربة إفريقيا “الفاعلة” في مكافحة وباء كوفيد 19.
وأكدت الكاتبة أن “أمثلة الابتكار (الإفريقية) لا تحصل على الاهتمام الهائل التي تحصل عليه إذا خرجت من أوروبا أو الولايات المتحدة”.
وفي إشارة إلى الدول الإفريقية، تقول أفوا: “هناك قلق عميق بشأن ما قد يعنيه (الوباء) بالنسبة للبلدان ذات الدخل المنخفض والاقتصادات غير الرسمية السائدة صعبة التنظيم، وعدد مرافق الرعاية الصحية بها أقل بكثير من المملكة المتحدة أو إيطاليا”.
ورغم ذلك، تضيف الكاتبة، فإن دولا أفريقية حققت إنجازات في التعامل مع الوباء.
السنغال في وضع جيد لأن خطتها لمواجهة كوفيد 19 بدأت بجدية في يناير، بمجرد خروج أول تنبيه دولي بشأن الفيروس. وأغلقت الحكومة الحدود، وبدأت خطة شاملة لمتابعة المصابين، ووفرت سريرا لكل مريض بالفيروس… والنتيجة هي أن الدولة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة لم تشهد سوى 30 حالة وفاة.
وتقول أفوا ما حدث هو أن العديد من الدول الإفريقية أدركت مبكرا أهمية الاختبارات الواسعة النطاق والمكلفة، وإنه لم يكن لديها خيار سوى اتخاذ “نهج أكثر إبداعا” في مواجهة الوباء.
وتضيف: “خذ الدولتين الإفريقيتين، السنغال وغانا. طورت السنغال أدوات اختبار كوفيد 19 التي تكلف دولارا واحدا لكل مريض، والتي يؤمل أن تكشف، في أقل من 10 دقائق، كلا من العدوى الحالية أو السابقة عبر فحص المضادات في اللعاب أو فحص الأجسام المضادة نفسها”.
ورغم إشارتها إلى أنه من الصعب أن نعرف بالضبط كيف يُقارن هذا مع سعر الاختبارات في بريطانيا، فإن “الكثير من هذه الاختبارات يستخدم طريقة الـPCR لاكتشاف الفيروس، ويكلف مئات الدولارات”.
وتضيف: “يمكنني التأكيد أن نشرة جاءتني في منزلي في لندن هذا الأسبوع عرضت علي أدوات اختبار خاصة مقابل 250 جنيها إسترلينيا”.
وأوضحت أفوا أن السنغال “في وضع جيد لأن خطتها لمواجهة كوفيد 19 بدأت بجدية في يناير، بمجرد خروج أول تنبيه دولي بشأن الفيروس. وأغلقت الحكومة الحدود، وبدأت خطة شاملة لمتابعة المصابين، ووفرت سريرا لكل مريض بالفيروس في أي مستشفى أو مرفق صحي مجتمعي”.
وبحسب الكاتبة، فالنتيجة هي أن “هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة لم تشهد سوى 30 حالة وفاة. وقد اعترفت الحكومة بكل حالة وفاة على حدة”. و”في كل مرحلة من تلك المراحل، فعلت المملكة المتحدة عكس ذلك، وتواجه الآن عددا من الوفيات يتجاوز 35000″.
أما في غانا، التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، فيماثل عدد الوفيات نظيره في السنغال، حسب الكاتبة التي تقول: “يرجع ذلك جزئيا إلى نظام واسع النطاق لتعقب المصابين، واستخدام عدد كبير من العاملين الصحيين المجتمعيين والمتطوعين، وغيرها من التقنيات المبتكرة للاختبارات.. وتدرس منظمة الصحة العالمية مزايا هذا النهج الآن”.
وتقول الكاتبة إنه في جميع أنحاء القارة الافريقية “أدى الافتقار إلى الأدوية باهظة الثمن، ناهيك عن انعدام الثقة التاريخي في هذه الأدوية، إلى زيادة الاهتمام بما إذا كانت العلاجات العشبية التقليدية مفيدة. ويلقى أحد النباتات -هو Artemisia annua “الشيح الحلو”، الذي ينتمي إلى عائلة النباتات المزهرة- اهتماما خاصا بعد أن ادعى رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، أنه علاج لكوفيد 19″.
ولفتت النظر إلى أن هذا قد يبدو نهجا ترامبيا، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بشأن علاجات لكوفيد 19، مشيرة إلى تنبيه منظمة الصحة العالمية إلى الحاجة إلى مزيد من التجارب قبل أن يتم الدعوة إلى علاج مقترح للمرض.
غير أنها أكدت أن معهد ماكس بلانك ذا السمعة المحترمة في ألمانيا، أبلغها بأنه يجري حاليا تجارب سريرية على سلالة مختلفة من النبات نفسه، وبأن النتائج “مثيرة للاهتمام”.