شطاري-العيون:
تحت شعار ” أفق جديد وشراكات جديدة”، انطلقت صباح اليوم الإثنين، بقصر مؤتمرات مدينة العيون، فعاليات منتدى الأعمال العيون، والذي يستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء في أرضية المنتدى، الذي تنظمه جهة العيون الساقية الحمراء، أن ” دولة الإمارات العربیة المتحدة نسجت علاقات وطیدة منذ عقود مع المملكة المغربیة، تكللت بافتتاح الإمارات لقنصلية في الأقاليم الجنوبية للمملكة يوم 4 نونبر 2020، لتكون أول بلد عربي غیر إفريقي يفتح قنصلية في هذه الأقاليم.
و يتوخى المغرب من وراء تنظيم هذا المنتدى بجهة العيون الساقية الحمراء، أن يوجه ضربة موجعة للنظام العسكري الجزائري، وجبهة “البوليساريو” من قلب الصحراء المغربية، كما أن الاحتفاء بدولة الإمارات العربية المتحدة يأتي لإبراز المواقف الثابتة لهذا البلد الشقيق في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية دون قيد أو شرط، و هو الموقف الذي تكلل بافتتاح قنصلية بمدينة العيون في خطوة سباقة على الصعيد العربي.
كما أن ابرز المؤهلات الاستثمارية الكبيرة لجهة العيون-الساقية الحمراء من خلال تنظيم هذا المنتدى، يؤكد بجلاء أن قضية الصحراء المغربية تتقاسمها مقاربتان مختلفتان؛ مقاربة تنموية قائمة على التشييد و البناء و المشاريع التنموية التي ينهجها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، ومقاربة انفصالية مؤسسة على النهب والسرقة و البلطجة وقطع الطرقات، التي تنهجها جبهة البوليساريو مسنودة في ذلك بعسكر الجزائر.
ويأتي تنظيم المنتدى في إطار الاحتفال بحدث افتتاح دولة الامارات لقنصلية بمدينة العيون، كما يعول عليه لتعزيز مكانة قنصلیة الإمارات في جھة العیون الساقیة الحمراء، التي تمثل من الناحیة الدبلوماسیة آلیة لتعزیز التعاون الثنائي، وتطویر التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي والعلمي بین البلدین.
وینتظر أن یستأثر ھذا الحدث اھتمام مستثمرین من الإمارات العربیة المتحدة، خصوصا أن المنتدى ممثل من الجانب المغربي من قبل وزیر الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الأخضر والرقمي، السید مولاي حفیظ العلمي، والمدیر العام للوكالة المغربیة لتنمیة الاستثمارات والصادرات، وجھة العیون الساقیة الحمراء باعتبارھما شركاء رسمیین في ھذا الحدث.
ويروم المنتدى إبرام شراكات استثماریة جدیدة بین القطاعین الخاص و العام المغربي- الإماراتي، في مجالات الفلاحة وتربیة المواشي و الصید البحري، لاسیما المعادن، الطاقات المتجددة، والبناء والسیاحة.
كما يهدف المنتدى الى الاسهام في الإشعاع الثقافي للمغرب، من خلال الترویج لفن العیش، والمعرفة المغربیة (الحرف، الطبخ، المنتجات المحلیة)، فضلا عن إبراز مختلف المنتجات الرمزیة للمملكة، وكذا ضمان تغطیة إعلامیة دولیة واسعة خاصة من طرف وسائل إعلام إماراتیة ومغربیة.
من جهة أخرى، يهدف المنتدى الى إبراز مؤھلات المغرب كوجھة سیاحیة غنیة بالتراث الثقافي والحرفي، وأیضا كوجھة ذات إمكانیات اقتصادیة واستثماریة معتبرة، و ضمان إشعاع المغرب في الإمارات العربیة المتحدة.
وستتخلل هذا المنتدى عدد من الأنشطة تتوزع بين ندوات، و ورشات عمل، و لقاءات عمل ثنائیة، كما سيتم خلال المنتدى، أيضا تنظيم زیارة قریة فن – المغرب، وكذا زیارة میدانیة لأبرز مشاریع الجھة، على أن يختتم بحفل عشاء على شرف المسؤولین، والسفراء وضیوف الإمارات، كل ذلك في بیفواك مزین بزخرفة من الصناعة التقلیدیة المغربیة الفاخرة.
في إطار تطویر المبادرات التجاریة والمشاریع الاستثماریة بین البلدین، سیحتضن قصر المؤتمرات عدة ندوات تتمحور حول مواضیع قطاعیة، بھدف إقامة شراكات بین ھیئات القطاعین العام والخاص للبلدین، وتمكین المستثمرین ورجال الأعمال من بحث مختلف الإمكانیة لدعم العلاقات التجاریة بین المملكة المغربیة والإمارات العربیة المتحدة.
وسیشارك في تنشیط ھذه الورشات الموضوعاتیة، التي تنظمھا الوكالة المغربیة لتنمیة الاستثمارات والصادرات، فاعلون في عدة قطاعات رئیسیة، من خلال استعراضھم لأبرز الضروریات التي یحتاجھا تطویر السوق المحلي، وأیضا المؤھلات التي یمكن للمملكة المغربیة أن توفرھا للإمارات العربیة المتحدة.
وستتمحور ورشات النقاش حول المواضیع التالیة: الصناعة ذات القیمة المضافة العالیة، الفلاحة و الصید البحري، اللوجیستیك و النقل، التبادل الحر و الاتفاقیات التجاریة.
وستعرف ھذه الورشات مشاركة متدخلون من مختلف القطاعات الذین سیناقشون الرھانات الاقتصادیة بین المغرب والإمارات العربیة المتحدة وتعزیز التعاون الثنائي بین البلدین. الورشة 1 : المیزان التجاري المغربي-الاماراتي، الورشة 2 : تطویر الفلاحة الغذائیة: المواشي والمذابح، الورشة 3 : الصید البحري والمنتوجات البحریة: موارد غنیة وأنشطة ذات إمكانیات واعدة، الورشة 4 : التنمیة المستدامة.
سيعرف المنتدى تنظيم “قرية فن المغرب”، التي سيتم فيها عرض منتوجات العدید من الحرفیین من جھة العیون الساقیة الحمراء، ومن باقي جھات المغرب في مجالات فن الزرابي، فن الخزف، المنتوجات الطینة، المنتوجات الفضیة، المنتوجات الذھبیة، المنتوجات الخشبیة، المنتوجات الحدیدیة، و مستحضرات التجمیل الطبیعیة.
تتكون القریة من خیمة شرفیة مركزیة تبلغ مساحتھا 200 مترا مربعا، ستحتضن متحفا للمعروضات تاریخیة، ومخطط التنمیة الجھوي، إلى جانب فیلم مؤسساتي حول الجھة.
سیحاط ھذا المتحف المتنقل بعشر خیام بلمسة تقلیدیة مساحة كل واحدة منھا تصل إلى 16 مترا، تعرض بھا منتوجات الحرف الیدویة ومنتوجات تقلیدیة مغربیة.
ویتمثل البعد الثقافي للقریة في توسیع نطاق التبادل بین المغرب والإمارات العربیة المتحدة. وانطلاقا من محتواھا، تقدم خیمة فن –المغرب رحلة عبر التراث الإفریقي، والأمازیغي الذي حافظ علیه المغرب في ھویته وتقالیده وقیمه الأصلیة.
