شطاري-متابعة
على بعد أقل من 24 ساعة من توقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي، الذي يمد المغرب بالغاز الجزائري، يطمئن مراقبون على قدرة المغرب على تدبير توقف العمل بهذا الأنبوب.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر مغربية أن المغرب استعد للقرار الجزائري بوقف المد بالغاز عبر الأنبوب المغاربي، بوضع عدد من الخيارات أمامه، على رأسها الإمداد العكسي من الغاز عبر الأنبوب نفسه من الغاز، وذلك باستيراد الغاز الجزائري من إسبانيا، أو الاستيراد من بعض الدول الأخرى إلى حين الانتهاء من الخط القادم من نيجيريا.
وإلى جانب المد العكسي عبر إسبانيا، تشير المصادر ذاتها إلى أن المغرب فتح الباب أمام شركاته لاستيراد الغاز، مع تأكيد أن المغرب لا يعتمد على الغاز بشكل كبير إنتاجه، وإنما ينوع مصادر طاقته.
وعن إمكانية اعتماد الإمداد العكسي للغاز في المغرب من إسبانيا، خرج مصدر رفيع بالشركة الوطنية للمحروقات في الجزائر، “سوناطراك”، بتصريحات يستبعد فيها شراء المغرب للغاز الجزائري عبر إسبانيا لعدة أسباب، وتعقيدات، قال إن بعضها تقنية، وأخرى مالية، في وقت بلغت فيه أسعار الغاز الطبيعي بأوربا مستويات قياسية فاقت 15 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وأفاد مصدر رفيع بشركة “سوناطراك” لـ”الشروق” الجزائرية، أن حديث خبراء إسبان، قبل أيام، عن إمكانية شراء المغرب للغاز الجزائري عبر إسبانيا، من خلال عكس حركة الغاز في أنبوب المغرب العربي أوربا “أمر بعيد عن الواقع، ومستبعد جدا، بالنظر إلى أن حركة الغاز كانت تتم من الجنوب (الجزائر) نحو الشمال (المغرب، وإسبانيا) بواسطة محركات دفع خاصة”، مضيفا أن عكس حركة الغاز أي من الشمال (إسبانيا) نحو الجنوب (المغرب)، يستدعي استثمارات من طرف إسبانيا، أو المغرب، لتزويد الأنبوب بمحركات دفع، تقوم بنقل الغاز من إسبانيا وصولا إلى المغرب عبر أنبوب المغرب العربي، مشترطا وجود موافقة جزائرية.
وحديث المصدر الجزائري من شركة “سونطراك”، تعاكسه تصريحات أدلى بها أحمد سواهلية، خبير الطاقة والاقتصاد الجزائري، الذي قال إن بلاده لا يمكنها فرض أي شروط على إسبانيا بعدم مد المغرب بالغاز بشكل معاكس عبر خط “المغرب- أوروبا”.
وكانت وزارة الطاقة الجزائرية قد أعلنت التزام بلادها بتغطية جميع إمدادات إسبانيا من الغاز عبر أنبوب مباشر يربط البلدين، ما يعني التخلي عن الخط، الذي يمر عبر المغرب، وتوقف إمدادات الغاز الجزائري، التي كان يحصل عليها المغرب، وهو قرار اتخذته الجزائر في سياق توتر علاقتها مع المغرب، وقطع علاقاتها الدبلوماسية معه، وإغلاق أجوائها في وجه طائراته.
ومن جانبه، بقي المغرب متشبثا بالخط المغاربي إلى آخر رمق، وقالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، أخيرا، إن المغرب مع الحفاظ على خط أنابيب الغاز المغاربي – الأوربي، الذي ينتهي عقد العمل به متم أكتوبر المقبل.
وأوضحت بنخضرة أن إرادة المغرب للحفاظ على هذا الخط لتصدير الغاز تم دائما تأكيدها بوضوح، وعلى جميع المستويات منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقالت بنخضرة: “إرادتنا كما عبرنا عنها شفاهيا وكتابيا، في العلن، وخلال المحادثات الخاصة“، وذلك ردا على أخبار روجت لها بعض المواقع الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي، مفادها ادعاء أن المغرب قد يكون قرر منع تزويد إسبانيا بالغاز مع انتهاء مدة العقد.
وأكدت بنخضرة أن خط أنبوب الغاز المغاربي – الأوربي، الذي دخل الخدمة منذ 25 سنة، يمثل أداة رائعة للتعاون رابح-رابح، ونموذجا لمشروع إقليمي مهيكل، ومفيد للجانبين.