شطاري-بوجدور:
منذ إحداثه، شكل الورش الملكي “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” حدثا بارزا للنهوض بالفئات الهشة وحاملي المشاريع المتوسطة على الصعيد الوطني، حيث لاقى إقبالا كبيرا لدى مختلف الولايات والأقاليم.
في إقليم بوجدور، بدا الأمر مختلفا قبل سنوات، فعلى الرغم من إشراف عمال صاحب الجلالة السابقين على دعم عديد الشباب ومشاريعهم، إلا أن الحدث لم يأخذ ذاك الزخم الذي يليق به كورش ملكي، رغم اجتهاد المسؤولين على قسم العمل الاجتماعي الذين يشهد لهم بالكفاءة ونكران الذات، لكن اليد الواحدة لا تصفق.
وخلال قدوم عامل بوجدور الحالي “ابراهيم ابن براهيم” منذ حوالي 4 سنوات، شهد الإقليم طفرة نوعية في شتى المجالات، حيث لم يخف الرجل القادم “باشا” من مدينة العيون، رغبته الكبيرة وإصراره في النهوض بالواقع الهش الذي ورثه عمن سبقوه، بعدما كان واحد من ركائز صناع التنمية بمدينة العيون الذي أضحت تنافس في جماليتها كبرى المدن المغربية.
لم يتوقف “ابن ابراهيم” عند المعضلات الكبيرة التي وجدها أمامه، ولم يتباكى عما سبق، بل جاء ليرسم مسارا جديدا منذ اليوم الأول لتعيينه، مجسدا وبسرعة قل نظيرها، الثقة الملكية التي أولاها صاحب الجلالة له، دون مركبات نقص.
فتح عامل الإقليم بابه للجميع ولا يزال، واستمع إلى الجميع بمختلف المشارب القبلية والتيارات السياسية، وفاعلي المجتمع المجتمع المدني والصحافة والمواطنين..
جند “ابن ابراهيم” رجاله، وقادة سفينة قلب الإقليم رأسا على عقب، دون أن ينتظر إشارة من أحد.
ركب قطار التنمية، ولم ينتظر التوقف إلا لمن كانت له غيرة على النهوض بواقع بوجدور المتهالك، وكذلك كان، فلا تقاعس أبدا مع المشاريع العادية، فما بالك بورش ملكي يشرف صاحب الجلالة على كل صغيرة وكبيرة فيه.
ولأن الرجل ابن الميدان، ويعي جيدا دور التكوين في مجالات المشاريع، كان سباقا لاستفادة أبناء وبنات الإقليم من دورات تكوينية توجيهية تسهل عليهم مأمورية تسيير مقاولاتهم الخاصة ومواكبتها أولا بأول حتى تصل بر الأمان.
أقدم عامل الإقليم على هذه الخطوة التي غابت عند نظرائه، فكانت أولى لبنات التحدي التي سمحت بأن تحلق مئات المشاريع الفردية والجماعية في سماء بوجدور، وتوفر دخلا ماديا محترما لأصحابها.
خلق “ابن ابراهيم” منصة الشباب وقبلها مبادرة بوجدور، وعدد من المبادرات الأخرى، ودعمها وشجع أصحابها، فأضحت المدينة ورشا مفتوحا لشبابها.
ليخلق مسؤولو قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تنير درب كل مقبل على الاستثمار والعمل، وتثير غريزته في الإنخراط بالمثل، كمختلف الشباب الذي نجحوا في تطوير مشاريعهم، والأهم استمرارها.
من خلال هذه الصفحة التواصلية يتيه المتصفح بين أعداد المشاريع المنتقاة وطبيعتها والخصاص المهول الذي غطته وفرص الشغل التي أحدثتها خلال مدة وجيزة.
(المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ببوجدور)
ولم تكن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ببوجدور وحدها من سجلت نجاح عامل الإقليم في تدبير ملف التنمية بالإقليم، فالرجل قاد ثورة كبرى في مجالات التعليم والرياضة والفلاحة والصيد البحري والصناعة التقليدية واللائحة تطول، والأهم واقع المدينة في البنية التحتية، والتي أصبحت فسيفساء تسر الناظرين.
لقد زرع “ابراهيم ابن ابراهيم” في شباب الإقليم، حب إحداث المقاولات الخاصة، التي جعلتهم ينتفضون على واقعهم المزري، والرفع من مستوى معيشتهم ومعيشة عوائلهم، عوض استناد الجدران ولعن الظلام.