محمد سالم العربي:
يأتي اختيار الملك “محمد السادس” للعاصمة السنغالية “دكار” لتوجيه خطاب الذكرى الحادية والأربعين لذكرى المسيرة الخضراء في ظرف خاص تسعى فيه المملكة لشغل مقعدها الشاغر منذ ثلث قرن في منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي لاحقا).
فقد شهد الأسبوع الماضي احتجاجا رسميا من قبل الرباط على تراخي الهيئات المعنية بالاتحاد في توزيع طلب العودة على حكومات الدول الأعضاء، وهي الاحتجاج الذي تجلى في طلب الملك محمد السادس من الرئيس التشادي “إدريس ديبي إتنو”، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي بالوكالة، التدخل شخصيا لتسريع توزيع الطلب، وبالفعل تم توزيعه أمس الجمعة.
ويعتبر اتخاذ دكار كأول محطة خارج المغرب لإلقاء خطاب بحجم مناسبة المسيرة الخضراء تأكيدا على مضي المملكة في خيار توجيه البوصلة نحو إفريقيا الذي طالما أكده الملك في خطاباته الرسمية وعبر جولاته في ربوع القارة، والتي عادة ما تتوج باتفاقيات شراكة بين المغرب والدول المزورة تجسيدا للرؤية الملكية المتعلقة بما اصطلح على تسميته ب”تكامل جنوب ـجنوب”.
الزيارة الملكية للسنغال جاءت استكمالا للجولة الأخيرة التي قادت الملك محمد السادس إلى كل من “روندا” و”تانزانيا”، غير أن البعض يراها تعويضا عن زيارته لأثيوبيا التي كانت مقررة كمحطة أخيرة في جولته بدول شرق إفريقيا.
ويذهب مراقبون إلى أن “أديس أبابا” لا تزال أقرب إلى محور الجزائر ـ جنوب إفريقيا في رؤيتها للنزاع حول الصحراء، وأنها غير متحمسة لمطالب بعض دول الاتحاد الإفريقي بطرد “الجمهورية الصحراوية” بالتوازي مع عودة المغرب
المنتظرة.
المنتظرة.
وتأسيسا على هذا الطرح، يمكن القول بأن المغرب عدل عن سياسة محاولة استقطاب بعض الدول الوازنة في الاتحاد الإفريقي، كأثيوبيا، لينتهج أسلوبا آخر يعتمد تأمين النصاب القانوني في حال طرحت عودته للتصويت، أو عرض
موضوع طرد “الجمهورية الصحراوية” على الجمعية العامة للاتحاد.
موضوع طرد “الجمهورية الصحراوية” على الجمعية العامة للاتحاد.
ومهما يكن، فالمغرب يعول على تخليد ذكرى المسيرة الخضراء في دكار على ترسيخ لعلاقاته بإفريقيا، وجعل الدول غير المتحمسة لعودته إلى الاتحاد الإفريقي، أمام واقع يصعب معه تخيل رفض طلب العودة، وتفتح أمامه كافة
الاحتمالات حول طبيعة التعاطي مع عضوية “الجمهورية الصحراوية” التي تصفها الرباط بالوهمية، وتسعى لتضييق الخناق عليها من خلال رفع عدد الدول التي تسحب الاعتراف بها سبيلا إلى إنزال علمها من أعمدة أعلام دول الاتحاد الإفريقي.
الاحتمالات حول طبيعة التعاطي مع عضوية “الجمهورية الصحراوية” التي تصفها الرباط بالوهمية، وتسعى لتضييق الخناق عليها من خلال رفع عدد الدول التي تسحب الاعتراف بها سبيلا إلى إنزال علمها من أعمدة أعلام دول الاتحاد الإفريقي.
فهل سينجح المغرب في فرض أجندة العودة للاتحاد الإفريقي من الباب لإخراج “البوليساريو” من النافذة؟.. أم أن الأمر لا زال ينتظر ملعب النزاع المليء بالمفاجآت؟
الكاتب الصحراوي محمد عالي لبيض منذ 8 سنوات
اشمشاك يلحجل اجابك بالعجل: اليوم استلمت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية طلب المملكة المغربية للانضمام الى الاتجاد الافريقي كبقية الدول الاعضاء في الاتحاد وستدس الطلب على غرار بقية دول الاتحاد, ولكن لابد من التذكير بان موضوع طلب العودة الى الاتحاد الافريقي هو امر محسوم من الناحية القانونية حيث ميثاق الاتحاد يحدد الشروط.
المغرب يحاول ان يخلق انطباع انه لم يعد محتاج لنصاب قانوني خاصة وانه قد حسم امر العودةو في مؤتمر كيغالي ؟ ويحاول من خلال الدعاية ان المغرب لم يبرح المحفل الافريقي قط رغم مضي اكثر من 32 سنة على انسحابه من الوحدة الافريقية. فمالذي تغير ياترى بعد انسحاب المغرب بمحض ارادته من المحفل الافريقي عام 1984؟ وهل زال السبب الذي اتخذه المغرب لينسحب من المحفل الافريقي الا وهو عضوية الدولة الصحراوية؟ لا نرى ان شيئا قد تغير بل كل ما في الامر هو ان المغرب يحاول ان يذر الرماد في اعين الشعب المغربي الذي يجهل كل شيئ عن النزاع الذي ظل ملفا حكرا على القصر منذ الغزو المغربي للصحراء الغربية 1975 وخلال 17 سنة من الحرب مع الحسن الثاني الذي اقتنع في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ان الحل العسكري مستحيل وان اهل الصحراء لابد ان يؤخذوا حقهم وهو الذي قال اذا اراد اهل الصحراء الاستقلال فانا او من يفتح سفارة للملكة المغربية بالعيون. ولكن هناك حقيقة لابد من الاشارة اليها و هي التي ادت بالمملكة المغربية الى طلب العودة الى المنتظم الافريقي وهذه الحقيقة ان المغرب عند ما انسحب من منظمة الوحدة الافريقية 1984 كان وقتها يطمح ان يكون عضوا ملحقا بالاتحاد الاوروبي عند ما كانت صادرات الحوامض المغربية مطلبوبة في السوق الاوروبية الا وقد عصفت الازمة الاقتصادية ببعض دول الاتحاد وفي مقدمتها البلد الذي تامر مع المغرب على الصحراء اسبانيا وبعد ما توحدت منطقة اليورو لتمنع حوامض المغرب من ولوج السوق الاوربية وبات المغرب معزولا عن محيطه الافريقي. يحاول الان العودة من النافذة. واليوم المغرب يحاول بواسطة الدعاية ان يقدم نفسه نموذجا للنتمية البشرية والاستثمارات وغير ذلك من الشعارات نطرح السوال التالي هل اصبح المغرب بين عشية وضحاها بلدا يتربع على بحيرات البترول والغاز؟ ام ان المملكة المغربية تحاول تسويق الدعاية للافارقة وهم المنشغلين بشؤون شعوبهم ويعرفون جيدا ان فاقد الشئ لا يعيطه. اما ما يتعلق بالشعب الصحراوي فالمعروف لباس ما اهم اعراه. المغاربة يعرفون الشعب الصحراوي وان حاولوا اخفاء الحقيقة. اليوم نقول بخلاصة ان مغرب ملك الفقراء وامير المؤمنين الذي ظهر بلباس لا يليق بالصفات التي يوصف بها في بلاد الزنجبار في تنزانيا ونقلتها شبكات التواصل الاجتماعي لايمكنه فعل اكثر مما فعله ايام حرب الابادة التي استهدفت البشر والحجر في الصحراء الغربية فما بالك بان تكون عودته الى المنتظم الافريقي وهو الذي هرب منه بسبب الجمهورية العربية الصحراوية ليعود اليه وهي اكبر مكانه ومؤسس في المنتظم الافريقي انها مفارقات عجيبة حقا.