محمد سالم العربي:
بعد يومين من توزيع طلب المغرب العودة إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، وبالتزامن زيارة الملك محمد السادس للسنغال وإلقاء أول خطاب موجه للشعب من خارج المملكة، فاجأت القيادية بجبهة البوليساريو “اسويلمة بيروك” المراقبين بالنزول دون سابق إشعار في مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.
“اسويلمة بيروك” لم تكن أول من حل بالمغرب من قياديي الجبهة، لكنها اختلفت عن سابقيها بكونها لم تأت استجابة لنداء “العودة” ـ إن الوطن غفور رحيم ـ الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني مطلع تسعينيات القرن الماضي، بل جاءت متمسكة بالعودة من حيث أتت بعد إنجاز المهمة.
وصلت القيادية في البوليساريو إلى المغرب متسلحة بحصانة لقبها البرلماني الإفريقي، في وقت تغازل فيه الرباط حكومات القارة بغرض تعبيد طريق العودة لشغل منصبها الشاغر في الاتحاد الإفريقي.
تم اختيار التوقيت بذكاء خارق، فالمغرب الآن ليس بصدد الدخول في مواجهة مع بعض الحكومات الإفريقية، لذلك لم يقم بأي إجراء استفزازي بحق “اسويلمة بيروك”، من قبيل الاعتقال أو الترحيل القسري، لكنه في ذات الوقت غير مستعد لاتخاذ الرغبة في العودة إلى المنظومة الإفريقية مطية لجعل اعترافه بجبهة البوليساريو، من خلال التعاطي مع قياداتها، أمرا واقعا.
لذلك قررت الرباط منع “اسويلمة بيروك” من حضور مؤتمر المناخ (Cop22)، بوصفها قيادية في جبهة تصفها بالانفصالية، ولم تتعرض لها بالأذى، باعتبارها نائبا لرئيس برلمان عموم افريقيا ورئيسة اتحاد البرلمانيات الافريقيات.
ولأن الظرف الزمني يتطلب إنجاح مؤتمر المناخ دون ضجيج، وقبول طلب العودة إلى الاتحاد الإفريقي دون عوائق، فقد بررت السلطات المغربية منع الناشطة الصحراوية من الوصول إلى مقر انعقاد قمة (Cop22) في مدينة مراكش، بحجة عدم حصول “اسويلمة بيروك” على صفة تتوافق ومشاركتها في القمة.