شطاري-العيون:
استمرارا لفعاليات الدورة السادسة من مهرجان العيون للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي، شهد قصر المؤتمرات بالمدينة يوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022، عرض الفيلم الوثائقي “الصحراء والبحر” للمخرج “عبد الواحد مجاهد” ومن تشخيص “ماريا لويزي”.
وتدور أحداث هذا الفيلم حول مواطنة إسبانية تدعى ماريا، كانت قد عاشت طفولتها في مدينة الداخلة، لما كان أبوها يعمل جنديا في الجيش الإسباني، وعادت إليها بعد مضي أكثر من أربعة عقود من الزمن.
وقد دفع كتاب “يوميات من الصحراء” للكاتبة الصينية “صان ماو”، والذي عبرت فيه عن عشقها للصحراء المغربية بعدما قضت مدة من الزمن في مدينة العيون، المواطنة الإسبانية إلى التأثر بكاتبته المفتونة بالصحراء تحديدا مدينة العيون، وولدت لديها رغبة جامحة في العودة إلى هذا الإقليم هي الأخرى، لاستعادة ذكريات سنين الطفولة التي قضتها هناك، لتقرر بعدها السفر رفقة زوجتها إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وكانت وجهتها الأولى مدينة العيون، هناك حيث زارت كل الأماكن الذي ذكرتها الكاتبة الصينية في كتابها، وأخذت صور تذكارية تؤرخ لمرورها من هناك، قبل أن تشد الرحال صوب مدينة الداخلة لزيارة الحي الذي كان شاهدا على أولى خطواتها وصرخاتها. وفي المنزل الذي ترعرت فيه، عاد بها الزمن إلى الوراء أربعة عقود لتحكي قصصا وأحداثا ظلت عالقة بذاكرتها.
هذا وتعد الكاتبة صان ماو، التي ألهمت بطلة الفيلم في رحلتها إلى الصحراء، مؤلفة وفيلسوفة عاشت في مدينة العيون لسنوات، تحديدا بحي كاطالونيا بالمدينة، وكتبت عن ذلك كتابا تحكي فيه قصتها مع الصحراء ونمط عيش المجتمع الصحراوي، قبل أن تموت الكاتبة منتحرة في عام 1991 بتايوان. ويعد كتاب صاو حول الصحراء المغربية، مصدر إلهام للعديد من الصينيين وعشاق الكاتبة الذين يأتون إلى المدينة خصيصا لزيارة بيتها الذي أصبح زاوية ثقافية ومعلمة سياحية بمدينة العيون.
وقد جاء هذا الفيلم الوثائقي، كنتاج لتلاقح كل من الذاكرتين الصينية والإسبانية مع الذاكرة الحسانية على أرض المغرب، أرض الثقافات والتلاحم الإنساني، وأرض التسامح والتعايش بين كل الشعوب والأفكار، فالصحراء برمالها وبحرها، كانت ومازالت شاهدة على مرور أجيال من المفكرين والأدباء والفلاسفة الذين شدتهم هذه الأرض، وجعلوها موضوعا لكتاباتهم وإبداعاتهم.