شطاري-متابعة:
بدأت موسكو تبحث لنفسها عن دور أكبر في حل قضية الصحراء خلال الفترة الماضية، الأمر الذي تأكد من خلال تحركات وزارة خارجيتها على أكثر من جهة من أجل إيجاد مقترحات لتسوية نهائية للملف، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى طرح هذا الأمر خلال لقائه بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في حين كان نائبه سيرغي فيرشينين يناقش الموضوع نفسه مع سفير المغرب لطفي بوشعرة.
وزار لافروف يوم الأربعاء موريتانيا، والتقى رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني، كما اجتمع بنظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، وقال في مؤتمر صحفي إنه اتفق مع الرئيس الموريتاني ووزير خارجيته على المزيد من التنسيق حول تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية، وعلى ضرورة تنشيط الحوار من أجل تقديم الأفكار المشتركة، بناء على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما ناقشوا الوضع الحالي في منطقة الساحل والصحراء.
والمثير في كلام لافروف هو تأكيده أن بلاده طرحت على طاولة موريتانيا ملف الصحراء، مبرزا أن الحديث تناول “الحاجة الملحة لبذل المزيد من الجهد من أجل تسوية عادلة لقضية الصحراء”، الأمر الذي يمكن أن يُطرح مرة أخرى في روسيا هذه المرة حيث تسلم ولد الغزواني دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة الثانية لروسيا وإفريقيا المقررة ما بين 27 و29 يوليوز 2023 بسان بيترسبورغ.
وفي اليوم نفسه، وفي موسكو هذه المرة، كان نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، يجري مباحثات مع السفير المغربي لطفى بوشعرة، الأمر الذي أكده بلاغ لوزارة الخارجية الروسية، مبرزا أن النقاش دار حول ملف الصحراء، وأشار إلى أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول قضايا المنطقة وعن سبل تسوية قضية الصحراء.
ويأتي ذلك في ظل تقارب غير مسبوق بين الرباط وموسكو، إذ لا زال المغرب يتعامل مع روسيا على عدة مستويات على الرغم من العقوبات الغربية بسبب الحرب على أوكرانيا، وأصبحت المملكة من بين الدول التي أنقذت روسيا من حصار تجاري مفروض من طرف مجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى والاتحاد الأوروبي على صادراتها النفطية، التي أضحت تجد طريقها بشكل أكبر إلى السوق المغربية، لدرجة أنها أصبحت تشكل 45 في المائة من حاجيات المملكة من الغازوال، وفق وكالة “بلومبرغ” الأمريكية.
وفي شتنبر من العام الماضي أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، مباحثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة لدى المنظمة، عمر هلال، وخلال هذا اللقاء اتفق الطرفان على الحفاظ على الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية.