شطاري-الصحيفة:
علمت “الصحيفة” من مصادر خاصة أن الهدف وراء الرسائل الخطية التي بعثها الملك محمد السادس إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، وأمير قطر تميم بن حمد، هو طلب دعم دول الخليج للمغرب من أجل احتضان كأس العالم 2030 ضمن الملف المشترك مع إسبانيا والبرتغال.
ووفق ما أكدته مصادر خليجية لـ”الصحيفة”، فإن العاهل المغربي بعث مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، رسائل إلى زعماء الدول الخليجية لمساندة ملف الترشح المغربي، دون أن تستبعد القيام بخطوة مماثلة مع الكويت والبحرين وسلطنة عمان.
ويُفسر هذا الأمر اختيار لقجع، الذي يحمل أيضا صفة رئيس ملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العام، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، لمرافقة بوريطة في هذه الجولة، حيث تسعى الرباط إلى ضمان دعم دول الخليج من أجل الحصول على شرف التنظيم من “الفيفا”، وأيضا المساعدة في أشغال الملاعب والبنى التحتية التي يتطلبها هذا الحدث.
ويهدف المغرب إلى حشد الدعم السياسي والمالي واللوجيستي لإنجاح ملفه المونديالي الجديد، في ظل الحديث عن تقديرات تتراوح ما بين 5 و7 ملايير دولار أمريكي، وفق ما كشفت عنه مصادر لـ”الصحيفة” هي التكلفة التقريبية للشطر الذي سيستقبله المغرب من هذا الحدث العالمي، علما أنه اختار 6 مدن لاحتضان المباريات، هي الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وفاس وأكادير.
ويأتي ذلك بعدما أكدت عدة تقارير، قبل أسابيع، أن السعودية تراجعت عن فكرة الترشح لاحتضان كأس العالم 2030 بشراكة مع مصر واليونان، على أن تترشح لاحتضان البطولة في 2034، ما يعني أن الملف المغربي يواجه إلى حدود اللحظة ملفا واحدا مشتركا أعربت الدول المعنية به عن رغبتها في الترشح بشكل علني، وهي الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي والتشيلي.
وقطر هي إحدى الدول الخليجية التي يسعى المغرب لضمان دعمها، بعد أشهر من استضافتها لكأس العالم 2022، وهو آخر مونديال بـ32 منتخب، إذ ابتداء من نسخة 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك سيرتفع العدد إلى 48 منتخبا، علما أن تكلفة المونديال القطري هي الأعلى في التاريخ وبلغت 220 مليار دولار.
والدوحة هي أول عاصمة تعلن بشكل رسمي دعمها ملف المغرب، حتى قبل أن يتم الحسم فيه، ففي 14 يونيو 2018، ومباشرة بعد أن خسر المغرب سباق الترشح لاحتضان مونديال 2026 ذكر بلاغ للديوان الملكي أن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع تميم بن أمير دولة قطر، وهو الاتصال الذي أصبحت بموجبه الدوحة أول بلد يُعلن رسميا دعم ملف الترشيح المغربي لاحتضان البطولة سنة 2030.
وقبل البطولة القادمة، كان ملف واحد مشترك قد حظي بشرف احتضان كأس العالم، وهو الملف الياباني الكوري الجنوبي، وبلغت التكلفة حينها 7 مليارات دولار، أما مونديال جنوب إفريقيا 2010، الوحيد حتى الآن الذي احتضنته القارة السمراء، فكلف البلاد 3,6 مليارات دولار، في حين كانت التكلفة الأعلى قبل مونديال قطر، هي تكلفة ملف البرازيل 2014 وبلغت 15 مليار دولار، تليها تكلفة ملف روسيا 2018 وبلغت 11,6 مليارات دولار.
وأول أمس أعلنت وكالة المغربي العربي للأنباء أن الملك محمد السادس بعث رسالة خطية إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، ونقلت عن وكالة الأنباء السعودية أن هذه الرسالة تتمحور حول العلاقات الثنائية المتينة والوطيدة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وأوضحت الوكالة أن الرسالة تسلمها نيابةً عن ولي العهد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، خالد بن عبد الرحمن العيسى، خلال استقباله أمس الأحد بالرياض، لبوريطة ولقجع، وتم خلال هذا الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أوردته الوكالة.
وأمس الاثنين، بعث الملك محمد السادس، رسالة خطية إلى محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، سلمها لهذا الأخير وزير الخارجية ناصر بوريطة، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن هذه الرسالة تتعلق بـ”العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها وتطويرها إلى آفاق أرحب تلبي تطلعات البلدين وشعبيهما الشقيقين إلى مواصلة التنمية والتقدم”.
وقبل ذلك، قالت وكالة الأنباء القطرية إن الملك محمد السادس بعث رسالة خطية إلى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، تتمحور حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، وأوضحت الوكالة أن الرسالة الملكية تسلمها الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير البلاد، خلال استقباله، بالديوان الأميري لوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع.