شطاري-متابعة:
انطلقت اليوم الخميس في العاصمة النيجيرية أبوجا، قمة دول غرب إفريقيا (ECOWAS)، لبحث التطورات الواقعة في دولة النيجر، والسبل التي يجب اتباعها من أجل إعادة النظام إلى هذا البلد، حيث لا تستبعد هذه الكتلة الاقتصادية التدخل عسكريا في النيجر لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الانقلاب العسكري الأخير.
وقال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، الذي يرأس أيضا مجموعة “إيكوارس”، خلال كلمته الافتتاحية للقمة، بأنه يجب استنفاذ جميع السبل من أجل إعادة الحكم الدستوري في النيجر، وهو الكلام الذي تدعمه جميع البلدان المنضوية تحت هذه المجموعة، وترفض الاعتراف بالانقلاب على الرئيس محمد بازوم.
احتمالية التدخل العسكري من طرف بلدان غرب إفريقيا في النيجر، يبقى واردا، وتقابله الجزائر بالرفض، حيث صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الأيام الأخيرة في حوار مع الصحافة الجزائرية، بأن بلاده ضد أي تدخل عسكري في النيجر، خشية أن تتطور الأوضاع إلى عدم استقرار أمني وظهور الحركات المسلحة الإرهابية.
غير أن قراءات أخرى للوضع، تشير إلى وجود مخاوف جزائرية من تداعيات محتلمة للتدخل العسكري لدول غرب إفريقيا في النيجر في حالة حدوثه، خاصة أن هذه الدول توجد على علاقات ممتازة مع المغرب، “العدو الكلاسيكي” لها، ومن التداعيات المفترضة هي أن يكون لهذا التدخل تأثير على مستقبل النظام الحاكم في النيجر.
ووفق تجارب التدخلات العسكرية في العديد من الأمثلة في العالم، فإن الجزائر تخشى في حالة حدوث تدخل عسكري ناجح لدول غرب إفريقيا في النيجر، أن يتحول الأخير إلى بلد تحت التأثير السياسي والاقتصادي لدول غرب إفريقيا والمغرب معا.
وذكرت عدد من التقارير في هذا السياق، أنه لا يُستبعد أن تُقدم الرباط مساعدات عسكرية واستخباراتية لدول ‘إيكواس” من أجل انجاح تدخلها العسكري في النيجر، وهو ما سيعني أن المغرب سيكون له يد في مستقبل هذا البلد، الشيء الذي قد يُبعد النيجر عن “تحالفها” مع الجزائر في العديد من القضايا والمشاريع.
هذا ويتوقع أن يكون لقمة دول الإيكواس في نيجيريا اليوم الخميس، نقطة تحول مهمة في تطورات الأوضاع في النيجير، إذ من المرتقب أن يتم الإعلان عن عدد من الاجراءات والخطوات التي سيتم اتخاذها لحل هذه الأزمة، قبل اللجوء إلى الحل العسكري كملجأ أخير.
وتبدو الأوضاع معقدة حاليا، حيث يوجد انقسام دولي كبير بشأن ما يجري في النيجر، حيث ترفض أغلب الدول الانقلاب على حكم محمد بازوم، في حين أعلنت دول مثل مالي وبوركينا فاصو عن دعمهما للانقلاب، محذرين أن أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب على البلدين معا.