شطاري-الصحيفة:
لازالت العديد من الوثائق والمخطوطات تظهر بشكل تدريجي في الفترة الأخيرة، حول ما يُعرف إعلاميا بقضية “الصحراء الشرقية”، والتي تشير إلى أن هذه المنطقة التي توجد حاليا داخل الحدود الجزائرية، كانت إلى فترة عقود قريبة، أراض تابعة للمملكة المغربية.
ووفق ما تم تداوله مؤخرا، ظهور بطاقة معلومات حول المغرب تتضمن خريطة المملكة ما بين 1953 و 1970، توجد في أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي، ويبدو واضحا من خلال هذه البطاقة التاريخية، أن منطقة الصحراء الشرقية التي توجد ضمن الحدود الترابية للجزائر في الوقت الراهن، كانت تُعتبر حدودا مغربيا باعتراف الدول العربية.
وحسب الأرشيف الفلسطيني الرقمي، فإن هذه البطاقة “نُشرت ضمن فعاليات المعرض المتنقل للدليل العام للدول العربية عام 1953-1970. وتحوي البطاقة خارطة العالم معيناً عليها خريطة المغرب، والعلم المغربي، ورسوماً لمعالم مغربية منها “قصبة حسان” و”قصبة الوداية” ورسماً لرجل من الطوارق. كتبت الكلمات التالية حول مغرب في البطاقة: “مهبط السلالات العربية، وحواضر السلالات الذهبية، ومحاسن الطبيعة البحرية”.
وجاء تداول هذه البطاقة، بعد احتدام الجدال بين المغاربة والجزائريين، خاصة المستوى الأكاديمي التأريخي، حول قضية الحدود، التي تؤكد العديد من الشواهد التاريخية، أن الحدود الجزائرية الحالية هو حدود صنعتها فرنسا باقتطاع أجزاء كبيرة من الأرضي المغربي، وحتى الأراضي التونسية.
وبدأ صدى الخلاف الذي نشب منذ العام الماضي بين المغرب والجزائر بشأن قضية “الصحراء الشرقية” يصل إلى الصحافة الدولية، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن ظهور سبب آخر للنزاع بين البلدين، بالرغم من أن الرباط على المستوى الرسمي لم تشر من قريب أو من بعيد لهذه القضية التي لها علاقة بالحقبة الاستعمارية.
وكانت الجزائر قد اتهمت العام الماضي الرباط بالوقوف وراء نشر تقارير إعلامية وإصدار تصريحات من مسؤولين مغاربة تتحدث عن قيام الاستعمار الفرنسي باقتطاع أجزاء كبيرة من الأراضي المغربية، وأغلبها في المنطقة التي تُسمى بـ”الصحراء الشرقية”، وضمها إلى مستعمرتها التي كانت تُسمى خلال الفترة الاستعمارية بـ”الجزائر الفرنسية”.
وكانت مديرة الوثائق الملكية، بهيجة السيمو، قد قالت في تصريح إعلامي، بأنه توجد وثائق تاريخية محفوظة تؤكد بأن الصحراء “الغربية” كانت دائما أراض تابعة للمغرب، إضافة إلى أراض الصحراء الشرقية التي توجد حاليا ضمن المجال الترابي الجزائري، مشيرة إلى أن هذه الوثائق لا تشمل المرسلات والمبيعات فقط، وإنما تضم كذلك عددا من الخرائط والاتفاقيات ورسومات للحدود منذ العصر الوسيط إلى اليوم، مضيفة أن هاته الوثائق تثبت مغربية الصحراء.
وتبع هذا التصريح، نشر مجلة “إيبدو ماروك” حوارا مع الأكاديمي والمؤرخ الفرنسي، برنارد لوغان، الذي قال فيه بأن فرنسا بترت أجزاءً من المغرب لتوسيع أراضي “الجزائر الفرنسية”، وذلك منذ 1870، أي بعد 40 عاما من بدء الاستعمار الفرنسية في الإيالة الجزائرية التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية، مشددا على أن تلك المناطق لم تكن أبدا جزائرية، على اعتبار أن دولة الجزائر لم تُحدَث إلا سنة 1962.
واتهمت الجزائر بعد صدور هذه التقارير، المغرب، عبر وكالة الأنباء الرسمية التابعة لها “وأج” بنهجه (أي المغرب) لـ”سياسة توسعية” في المنطقة، وبأن نشر هذه التقارير الإعلامية يهدف إلى صرف نظر المواطنين المغاربة عن المشاكل الحقيقية التي تعيشها البلاد، دون أن تُقدم أي دلائل تدحض ما نُشر.