um6p
عيروا مرضى الصحراويين بالفطر.. “ليتهم عيروا بما هو عارُ”

عيروا مرضى الصحراويين بالفطر.. “ليتهم عيروا بما هو عارُ”

شطاري "خاص"13 يونيو 2016آخر تحديث : الإثنين 13 يونيو 2016 - 6:50 مساءً

فاطمتو شيخ أحمد:

بين الشمال المغربي والصحراويين فوارق اجتماعية جمة، لعل أبرز ما ارتبط منها بشهر رمضان وجوب الصيام على الجميع في الشمال مهما كانت أعذارهم الصحية والشرعية مُفطرة، والأخذ برخصة الفطر جهارا نهارا لدى ساكنة الصحراء.

ولأن الصحراويين يتعاملون مع الصيام انطلاقا من معنى الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”، تهون عليهم نظرة العباد لفطر صاحب الرخصة ما دام الصوم لله وحده، وليس من أجل عيون الآخرين.

وسائل الإعلام الشمالية تفرط في تناولها لما تسميه ظاهرة فطر رمضان في الصحراء، وتتناول الموضوع بسخرية فجة تكاد توحي بأن الصحراويين يفطرون في شهر الصوم من غير عذر شرعي، وحتى العذر الشرعي نفسه لم يعد مبررا كافيا للفطر لدى عامة الشماليين، في إنكار واضح لمدلول الآية الكريمة: “وإن كنتم مرضى أو على سفر فعدة من أيام أخر”.

لم يشكك أحد في تدين الصحراويين على مر العصور، فقد تشبثوا بالإسلام في أحلك الظروف، وقاوموا المستعمر تحت راية الجهاد بالسيف والقلم حتى خرج من بلادهم وهم أشد تمسكا بدينهم، لكنه الدين الصحيح الخالي من الغلو والنفاق.

يقول المثل الحساني: “الكصران ما إحاني لاخره”، فقد انتشرت في الشمال المغربي ظاهرة الدعوة العلنية للفطر في نهار رمضان، رغم العقوبات الزجرية التي أعلنت عنها السلطات العمومية.

الإعلام الشمالي انكشفت سوءاته وظهر على حقيقته التمييزية، فلم يتعاطى مع دعوات الجهر بالفطر في الشمال بالزخم الذي دأب على تضخيمه حول ظاهرة فطر مرضى الجنوب.

غير أن تعيير ذلك الإعلام للصحراويين بالفطر في شهر رمضان، وتصاممه عن دعوات الجهر بالفطر في الشمال، خلف حالة من شد الحبل بين السلطات المغربية ومنظمات حقوقية تدعو إلى احترام حق المريض في إعلان الفطر بدل إجباره عليه، وهو ما يؤدي إلى تفاقم حالته المرَضية، في مخالفة صريحة لمقاصد الشرع وأبجديات حقوق الإنسان، في المقابل أيضا نجد جمعيات حقوقية تدافع هي الأخرى عن حرية الإفطار العلني في رمضان دون مبرر ديني..

فأي الفريقين أحق بالسخرية إن كنتم تعقلون: الذين أفطرهم المرض ولم يجدوا غضاضة في الجهر بالرخصة الشرعية، أم الذين توفرت ظروف فطرهم لعارض شرعي فصاموا لوجه الناس وأفطروا ضدا في دين الله؟

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"