شطاري-متابعة:
في إطار تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والاحتفال بعيد الوحدة، وبمقتضى اتفاقية الشراكة التي تجمع بين جمعية الصويرة موكادور ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، نُظّمت ندوة علمية وثقافية حول العلاقات التاريخية التي تربط مدينة الصويرة بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وقد عرفت هذه الندوة حضور السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، إلى جانب السيد الركلاوي جبران، المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وهو ما يعكس الأهمية الرمزية والمؤسساتية لهذا الحدث.
كما عرفت الندوة مشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمؤرخين، الذين أغنوا أشغالها بمداخلات علمية تناولت الجذور التاريخية للعلاقات التي ربطت الصويرة بالصحراء المغربية، وأبرزت الدور المحوري الذي اضطلعت به المدينة في تنشيط المبادلات التجارية العابرة للصحراء، إضافة إلى الروابط الإنسانية والروحية والثقافية التي جمعت بين هذه المجالات عبر مختلف الحقب التاريخية.
وعلى هامش الندوة، تم تنظيم معرض يوثق لتاريخ الأقاليم الجنوبية، ويبرز تنوع مؤهلاتها الطبيعية وغنى مناظرها، إلى جانب إمكاناتها الاقتصادية والمشاريع المهيكلة المنجزة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقد تميز هذا الحدث أيضاً بتنظيم فقرات فنية راقية، عرفت مشاركة فنانين صحراويين قدّموا عروضاً موسيقية تمزج بين الإيقاعات الحسانية الأصيلة وموسيقى الجاز، في تجربة فنية إبداعية تعكس روح الانفتاح والحوار الثقافي التي تميز مدينة الصويرة. وقد لقي هذا المزج الفني استحسان الحضور، لما يحمله من دلالات رمزية عميقة تعبر عن تلاقي الثقافات ووحدة التعبير الفني المغربي في تنوعه الجهوي.
ويجسد هذا الانصهار الفني بين التراث الموسيقي الصحراوي والجاز أحد أوجه التفاعل الثقافي الخلاق بين الأقاليم الجنوبية والصويرة، ويعكس قدرة الثقافة والفن على مد جسور التواصل وتعزيز قيم التعايش والانتماء المشترك.
وتهدف هذه المبادرة، في مجملها، إلى تسليط الضوء على عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الصويرة والأقاليم الجنوبية، وإبراز إسهامهما المشترك في التجارة العابرة للصحراء عبر التاريخ، فضلاً عن استشراف مجالات وآفاق جديدة للتعاون المستقبلي في ميادين الثقافة، والسياحة، والاقتصاد، والبحث العلمي، بما يخدم التنمية المندمجة والمستدامة ويعزز الوحدة الوطنية.
