شطاري-تيل كيل:
من المنتظر أن يشارك وفد مغربي، ابتداء من اليوم الاثنين 24 شتنبر 2018، في الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وهو عازم على الإدلاء بدلوه في مجموعة من القضايا في هذه الدورة التي تعقد تحت شعار “لنجعل الأمم المتحدة أكثر ملاءمة للجميع: القيادة العالمية والمسؤوليات المشتركة من أجل مجتمعات سلمية وعادلة ومستدامة “.
وانطلاقا من كونه معني ببعض القضايا من الناحية السيادية، وريادته في بعض القضايا من الناحية الإقليمية، فمن المنتظر أن يشارك الوفد المغربي، بقوة، في سبعة محاور، حسب مصدر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.
1- قضية الصحراء.. أولى الأولويات
ستواصل المملكة، كما في السنوات السابقة، بذل جهود جادة وذات مصداقية للتوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع المفتعل .
يشارك المغرب بجدية وبحسن نية في الجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة لإعادة إطلاق العملية السياسية على أساس معايير مجلس الأمن المحددة سنة 2007. وتبقى المشاركة الفعالة للدول المجاورة، وبالتحديد الجزائر، بمثابة شرط لبحث أي حل لهذا النزاع المفتعل.
2- إفريقيا.. الأولوية الثابتة
منذ عودته لأسرته المؤسسية في القارة السمراء، برز المغرب كجسر طبيعي بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وسوف يستمر في الدفاع عن مصالح إفريقيا في الأمم المتحدة والدعوة إلى زيادة المساعدات والتعاون لمكافحة عدم الاستقرار والأزمات والأوبئة.
خلال هذه الدورة، سيكون عمل المغرب تعبيرا عن التزامه الراسخ أولا بالمساهمة في الحفاظ على السلم وتوطيده وصونه في القارة. وهذا الالتزام ينبع من الإيمان بصعود إفريقيا شابة وقوية ومتطورة في بيئة تتميز بالسلام والاستقرار، وثانيا التزامه بالتنمية المستدامة لإفريقيا، في دورة هي فرصة لإحياء وإغناء النقاش حول الشراكة بين القارة والمنتظم الأمم الأممي.
3- السلم والأمن الدوليين.. بعثات السلام
تتزامن هذه الدورة الثالثة والسبعين مع الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة . وكدولة مساهمة بهذه القوات، لذلك سيسعى الوفد المغربي بدور نشيط في المناقشات حول هذه المسألة، وذلك بهدف المساعدة في جعل نظام الأمم المتحدة أكثر تماسكا ومرونة وقدرة على مواجهة التحديات المعقدة والمتعددة الأبعاد في عالم اليوم.
4- نزع السلاح وعدم الانتشار النووي
باعتباره فاعلاً رئيسياً في الترويج لثقافة السلام، ومساهما منذ أمد بعيد في المبادرات العالمية بشأن الأمن النووي ومكافحة الإرهاب النووي، فإن المغرب سيغتنم فرصة انعقاد هذه الدورة لزيادة تعزيز التعاون متعدد الأطراف في هذا الاتجاه.
وانطلاقا من التزام المغرب بنزع السلاح وعدم الانتشار النووي سيسعى، من خلال العمل متعدد الأطراف، من أجل نزع السلاح بشكل عام وكامل ولارجعة فيه.
5- مكافحة الإرهاب.. المغرب في الواجهة
خلال هذه الدورة، سينظم المغرب بشكل مشترك الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى مكافحة الإرهاب، الذي يرأسه بشكل مشترك منذ أبريل 2006، وسيعمل على تعزيز أعمال هذا المنتدى الذي أصبح مرجعاً أساسياً في مجال الهندسة الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، حسب المصدر الدبلوماسي ذاته.
6- الهجرة.. مقاربة إنسانية وتضامنية
سيشارك الوفد المغربي بقوة في هذا الجانب، انطلاقا من كون عام 2018 كان تتويجا لحزمة من الإجراءات والمبادرات المكثفة التي تم القيام بها في مجال الهجرة؛ إذ في القمة الثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في يناير 2018، قدم الملك محمد السادس تقريرا من أجل أجندة إفريقية تعتبر الهجرة عاملا للتقارب بين الشعوب والحضارات، ورافعة للتنمية المشتركة ، ودعامة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب ، ومحددا للتضامن.
ومن جهة ثانية، سيستضيف للمغرب، الذي شارك بنشاط في مفاوضات الميثاق العالمي حول الهجرة، المؤتمر الدولي لاعتماد الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والنظامية في دجنبر 2018.
وعلى على هامش الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، سينظم المغرب بطريقة مشتركة لحدثين موازيين: “الطريق إلى مراكش” بالتعاون مع الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة، و”الهجرة والتحولات الهيكلية في أفريقيا”، بالتعاون مع رواندا، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي و”الأونكتاد”.
7- البيئة والسياحة المستدامة
سيستمر الوفد المغربي في إبراز جهود المملكة، انطلاقا من عملها على “الاقتصاد الأخضر” والتنمية المستدامة، حيث تتقدم كل سنتين، منذ عام 2010، بمشروع قرار حول دور الأمم المتحدة في هذا المجال.