ألف بوست:
انتهت أشغال الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتميزت بحضور نزاع الصحراء في مداخلات عدد من مسؤولي الدول سواء الرؤساء أو وزراء الخارجية، بينما لم تدعم الأنظمة الملكية الخليجية، باستثناء البحرين، موقف المغرب، وهذا يجر الى تساؤل عريض: لماذا لا تعرب دول مثل الإمارات والسعودية عن دعم الرباط في المنتديات الدولية.
وتشكل أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة نافذة للعالم لاستعراض مختلف السياسات الوطنية والدولية وتأييد هذه القضية أو التنديد بالأخرى. وتميزت هذه السنة بهجمة غير مسبوقة من طرف عدد من الدول الإفريقية على المغرب في نزاع الصحراء، حيث تزعمت هذا التيار كل من جنوب إفريقيا والجزائر. وكان وزير خارجية هذه الأخيرة، رمطان لعمامرة نشيطا في معالجة ملف الصحراء مع عدد من المسؤوليين الدوليين بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون.
ولا تعتبر الهجمة الدبلوماسية التي ركزت على ما اعتبرته “تصفية الاستعمار” وإجراء استفتاء تقرير المصير مفاجئة من الدول الإفريقية، فهي تتزامن مع رغبة المغرب الانضمام الى الاتحاد الإفريقي وترغب الدول المؤيدة للبوليساريو إحراج المغرب دوليا.
لكن يبقى المثير في الأمر هو إحجام الدول الصديقة والحليفة للمغرب على إبداء دعمها الواضح في الأمم المتحدة للحكم الذاتي. وباستثناء البحرين والغابون، لم تبدي دول أخرى مثل العربية السعودية والإمارات العربية دعما للموقف المغربي.
وكان الاعتقاد السائد أنه بعد القمة المغربية-الخليجية خلال أبريل الماضي، وتأييد البيان الختامي للمغرب في النزاع، ستعمل هذه الدول على نقل دعمها للمغرب في المنتديات الدولية وبشكل واضح مثل الأمم المتحدة. لكن هذا لم يحدث في أشغال الجمعية العامة الأخيرة.
ويتعاظم التساؤل حول غياب الدعم الخليجي في المحافل الدولية بحكم الضغط الذي يتعرض له المغرب من جهة، وبحكم انخراط المغرب في مشاريع الأنظمة الملكية الخليجية ومنها حرب اليمن التي تثير الكثير من التساؤل حول شرعيتها.
عمليا، يحتاج المغرب لدعم قوي في هذا الظرف الذي يتعرض له لضغوطات أوروبية مثل إلغاء اتفاقية الزراعية والمنتوجات البحرية، وضغط أمريكي وكذلك إفريقي، لكن دول الخليج أخلفت مجددا موعدها مع المغرب.