ذ.سيدي الرݣيبي
في هذه الحياة يطمح كل انسان الى الرقي في حياته المهنية عبر منافسة شريفة وعادلة مع زملائه في المهنة.. ولكن حين تصبح الترقية مرتبطة بالزبونية و المحسوبية و الإقصاء مرتبط بدواع مبهمة و مجهولة إسمها “البحث المحيطي” فإن رائحة السياسة و العنصرية تلوح في أفق أي قرار بات مرتبطا بترقية أي إطار صحراوي خصوصا في مهنة تعتبر من انبل واصعب المهن واكثرها تأثيرا في المجتمع و تتطلب جهدا كبيرا وتأخذ من وقت وصحة وعافية صاحبها مالاتأخذه أي وظيفة أخرى .. هكذا هي وظيفة التعليم من المدرس حتى اعلى الهرم.
لقد خبرنا مهنة التعليم لأزيد من عقدين و نيف، و تركنا فيها احلى سنوات العمر، و أردنا في يوم ان نحاول ان نترك القسم المتعب ونخوض تجربة أخرى ليست اقل تعبا ولكن هي على تجربة جديدة داخل مسارنا المهني و هو حق مشروع بالنسبة لنا، و لكن أردنا الفوز به عن جدارة و إستحقاق، لذلك تقدمنا لشغل منصب رئيس مصلحة وبذلنا من وقتنا المزيد وسهرنا ليال نحيط بمهام المصلحة وخباياها وماذا يمكن ان نقدمه للأجيال إنطلاقا من تجربتنا المتواضعة عسى أن نضيف قيمة لقطاع حيوي تنهض به الأمم. وقد تيسر لنا ذالك ولله الحمد ومرت المقابلة على احسن مايرام شكلا ومضمونا، لكن عند ظهور النتائج تفاجئنا بالإقصاء ليس بسبب قلة الكفاءة المهنية، ولكن بالسبب الذي ذكرناه ٱنفا، وهو “البحث المحيطي”.
السؤال المطروح: ما معنى البحث المحيطي و ما علاقته بالكفاءة المهنية؟
سؤال إلى حدود الساعة لم نجد جوابا شافيا وكافيا حول معناه سوى أنه مجرد شماعة لإقصاء الأطر الصحراوية النزيهة والشريفة من حق الترقية و خوض غمار المسؤولية على رأس أي مصلحة، مع العلم أنها ليست تشريفا بقدر ماهي إلا تكليف من وجهة نظرنا. و للإشارة فقط، فلست المتضرر الوحيد من شبح “البحث المحيطي”، فقد كان ضحيته زملاء مشهود لهم بالكفاءة المهنية، منهم من هو حاصل على شهادة الدكتوراه، و مشهود له بدماثة الخلق و بالتأكيد لن نكون ٱخر ضحاياه ما دام مفهوم العلة و السبب مبهما و غامضا و غير مبني على أسس علمية. فمامعنى البحث المحيطي ؟ ومالذي يجعله يتحكم في رقاب الناس ومصائرهم؟وقبل هذا وذاك من المتحكم في هذا البحث؟
كل هذه الأسئلة حول هذا الكابوس المسمى “البحث المحيطي” لم نعرف طريقا لحل لغزها سوى التخمين في فرضبتين لا ثالث لهما:
أولا: انها مجرد شماعة لتكريس مفهوم الزبونية والمحسوبية.
ثانيا: الإقصاء مرتبط بسياسة عامة أتجاه الأطر الصحراوية عنوانها العريض: التمييز العنصري.
و لنا لقاء ٱخر بمعطيات جديدة حول مفهوم الترقية في قطاع التعليم، ولماذا يتم إعتماد هذا النوع من البلوكاج المهني.