شطاري-العيون
دخل عشرات المقاتلين من كتيبة «ماسينا»، التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مدينة «بالي» وقرى مالية أخرى، قريبة من الحدود مع ولاية الحوض الغربي، جنوب شرقي موريتانيا، وفق ما أكدت مصادر إعلامية.
وقالت هذه المصادر إن أكثر من ستين دراجة نارية، على متن كل دراجة مسلحان، دخلوا مدينة «بالي» قبل يومين، دون أن يواجهوا أي مقاومة، وألقوا خطبًا أمام السكان قبل الانسحاب، محذرين من التعاون مع السلطات.
وتقع مدينة «بالي» على بعد حوالي 17 كيلومترًا من الحدود الموريتانية، ولا تبعد عن مدينة «جكني» الموريتانية سوى حوالي 50 كيلومترًا.
وتجول مقاتلو جبهة تحرير ماسينا في بعض القرى الواقعة في منطقة «نيورو»، الحدودية مع موريتانيا، خلال الأيام الأخيرة، فيما لم تسجل أي هجمات أو مواجهات في المنطقة.
وكانت الصحافة المحلية في مالي قد تحدثت عن توجه كتيبة «ماسينا» نحو منطقة «نيورو»، وانتشار مقاتليها في الشريط الواقع بين مدن وقرى «نارا» و«بالي» و«ألاهينا» و«بيني» و«فيسيرو» و«ترونغومبي».
وكان مقاتلو الكتيبة قد أعلنوا خلال جولتهم في هذه القرى أنهم ينوون «تطبيق الشريعة الإسلامية»، وأول قرار اتخذوه إغلاق المدارس الحكومية في عدد من القرى، فيما نزح المعلمون نحو مدينة «نيورو».
وترتبط هذه المنطقة بعلاقة وثيقة مع موريتانيا، وتعد مدينة «نيورو» العاصمة الروحية للطريقة الحموية التيجانية، وفيها يقيم الشيخ محمد ولد الشيخ حماه الله، الخليفة العام للطريقة وأحد أكثر الشخصيات نفوذا في مالي ومنطقة الساحل عموما.
على صعيد آخر، قالت مصادر محلية لـ «صحراء ميديا» إن الجيش المالي دفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة «بالي»، وبعض القرى المجاورة لها، ويخشى السكان وقوع مواجهات بين الجيش ومقاتلي كتيبة «ماسينا».
وأكدت المصادر أن مجموعات من السكان بدأت النزوح نحو مدينة «نيورو» وفي اتجاه الأراضي الموريتانية، خشية أي مواجهات محتملة.
من جانبها رفعت السلطات الموريتانية من جاهزيتها في المنطقة الحدودية المحاذية لإقليم «نيورو»، وفق ما أكد مصدر خاص لـ «صحراء ميديا».
وقال المصدر: «نحن نتابع عن كثب ما يجري بالقرب من الحدود، والوضع تحت السيطرة».
ويقود المالي أمادو كوفا كتيبة «ماسينا»، وتتبع تنظيميًا لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي يقودها الزعيم الطوارقي المالي إياد أغ غالي، ويبايع الرجلان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وسبق أن هاجمت القاعدة مدينة «بالي» في شهر أكتوبر من عام 2019، وهو الهجوم الذي استهدف مركز الدرك دون أن يخلف أي قتلى أو جرحى، فيما أضرمت النيران في آليتين عسكريتين.
وفي 2011، حاول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إقامة معسكرات في غابة «واغادو»، القريبة من المنطقة، ولكن تدخل الجيش الموريتاني منع ذلك، بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي القاعدة.
من جهة أخرى، وقع عام 2016 هجوم عنيف في مدينة «نامبالا» المالية، القريبة من الحدود ولا تبعد سوى 30 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة فصاله» الموريتانية، قتل فيه 17 جنديا من الجيش المالي، كما لم تتوقف الهجمات في هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة.