شطاري-العيون:
على مدار 54 دقيقة من الزمن، سافرت المخرجة “لبنى اليونسي”، بجمهور الدورة السادسة من مهرجان العيون للثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، إلى عوالم البحر والتحدي عبر فيلمها المشارك في دورة هذه السنة “التحدي امرأة”، الذي يروي قصة نساء اخترن ولوج ميدان ذكوي وكسرن كل الحواجز الثقافية والاجتماعية التي تحول دون اتخاذهن للبحر مصدرا للعيش والكسب الحلال.
ويتناول الفيلم قصة ثلاث فتيات صحراويات يشتغلن في مجال الصيد البحري بسفن للصيد بموانئ طانطان والعيون والداخلة، رفعن التحدي على أنفسهن وعلى مجتمعهن، وأثبتن أن المرأة الصحراوية المغربية قادرة على تحدي كل الصعوبات وولوج مهن تعرف احتكارا ذكوريا على غرار مهنة الصيد في أعالي البحار.
وتتبع الجمهور الذي توافد على قاعة العرض بقصر المؤتمرات بالمدينة، بالصوت والصورة، المسار الدراسي والمهني لبطلات هذا الفيلم، والصعوبات التي اعترضت طريقهن وكيف استطعن تحويل هذه العقبات إلى نقاط قوة بإثبات جدارتهن في هذا الميدان.
وقد استطاع هذا العمل الإبداعي، أن يوصل للجمهور، فكرة أساسية مفادها أن المرأة منافس قوي للرجل في سوق العمل، وأنها قادرة على إثبات ذاتها وتفوقها عليه أحيانا، في عديد المجالات والمهن، إضافة إلى قدرتها على المساهمة في الدورة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعها المحلي.
ويعد هذا الفيلم الوثائقي، فرصة للفاعلين الاجتماعيين والثقافيين، لإعادة النظر في الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للمرأة، كونها فاعلا أساسيا في التنمية المحلية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال قدرتها على خلق الثروة في مختلف المجالات والتخصصات والمهن.
من جهتها أكدت مخرجة الفيلم، لبنى اليونسي، أن عملهما هذا، تكريم للبؤات المحيط، مضيفة أنها وخلال عملية البحث عن المعلومات لإنجاز هذا الفيلم، صادفت حقيقة أن النساء اللواتي يشتغلن في ميدان الصيد البحري، يتعرضن للمضايقات الجنسية من طرف الذكور الذين يشكلون الأغلبية على سفن ومراكب الصيد.
مما دفعها إلى البحث عن حالات لتسليط الضوء على الصعوبات التي تواجههن، لتكتشف في الأخير، أن المرأة الصحراوية المتشبعة بقيم الحياء والحشمة والاحترام المتوارثة في المجتمع الصحراوي، استطاعت أن تفرض احترام الذكور لها، بل وفرضت عليهم تبني سلوكيات جديدة ولغة جديدة تتقبل وجود المرأة إلى جانبهم على مراكب وسفن الصيد البحري.
وعن الصعوبات التي واجهتها خلال هذا العمل الوثائقي، قالت اليونسي أن أكبر صعوبة وجهت فريق عملها، هي تلك المتعلقة بالطقس وحالة البحر، ما اضطره إلى إرجاء التصوير مرات عديدة بسبب سوء الأحوال الجوية وعلو الموج.