شطاري- الصحيفة:
جرى صباح اليوم الأحد على الساعة التاسعة صباحا فتح صناديق الاقتراع في إسبانيا، أمام 37,4 مليون ناخب، من أجل الادلاء بأصواتهم للأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات العامة التي ستُحدد من سيتولى رئاسة حكومة البلاد، والمنافسة وفق استطلاعات الرأي ستكون بين مرشح حزب العمال الاشتراكي (PSOE)، بيدرو سانشيز الذي يرأس الحكومة الحالية، ومرشح الحزب الشعبي (PP)، ألبيرتو نونييز فييخو.
ويُدلي الإسبان حاليا بأصواتهم إلى غاية الساعة الثامنة من مساء اليوم، من أجل اختيار ممثليهم في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ويتعلق الأمر بـ 350 نائبا و208 من أصل 265 عضوا في مجلس الشيوخ للهيئة التشريعية الخامسة عشرة في الانتخابات العامة.
ووفق ما ذكرته الهيئات الإسبانية المكلفة بتنظيم عملية الاقتراع، فقد تم افتتاح 210 آلاف صندوق اقتراع و59 ألف معزل تصويت، موزعين على 60 ألف و314 مركزا انتخابيا، وقد بلغت تكلفة هذه الانتخابات إلى 220 مليون أورو، وسيؤمنها 90 ألف عنصر من قوات وهيئات أمن الدولة.
وحسب ذات المصادر، فإنه حتى الآن تم تسجيل تصويت 2,47 مليو شخص عن طريق البريد، عبر إرسال بطاقات التصويت الخاصة بهم، وسيتم الشروع بعد إغلاق مكاتب التصويت في الساعة الثامنة، في فرز الأصوات، ويُرتقب أن تبدأ أولى مؤشرات من سيتصدر الانتخابات في الظهور بعد منتصف هذه الليلة.
وكانت جميع استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها في الشهر الأخير، قد أظهرت أن المنافسة ستكون قوية بين الحزب الشعبي وحزب العمال الاشتراكي، مع تصدر “غير مريح” للحزب الشعبي، الذي سيكون عليه التحالف مع أحزاب أخرى للفوز برئاسة البلاد، وهو نفس الأمر بالنسبة للحزب الاشتراكي العمالي الحاكم.
وتُجرى هذه الانتخابات العامة في إسبانية تحت ترقب كل من المغرب والجزائر، حيث سيكون لنتائجها تأثير على العلاقات التي تجمع مدريد بالبلدين المغاربيين، إذ ترغب الجزائر في سقوط سانشيز وصعود حزب آخر يتبنى سياسة جديدة تُنهي الأزمة معها، في حين يراهن المغرب على بقاء سانشيز من أجل استمرار تفعيل خارطة الطريق الجديدة التي تم الاتفاق عليها في العاصمة المغربية الرباط في الشهور الأخيرة.
وكان بيدرو سانشيز قد أعلن في سابقة في تاريخ رؤساء إسبانيا دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وهو الموقف الذي أثار غضب الجزائر دفعها إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسبانيا وتعليق اتفاقية الصداقة والتعاون وتعليق المعاملات التجارية.
وتأمل الجزائر في سقوط سانشيز وصعود فييخو الذي سبق أن أعلن عن رغبته في إصلاح العلاقات مع الجزائر، عن طريق إعادة موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية إلى الحياد السابق دون دعم لأي طرف على حساب آخر، وهي الخطوة التي قد ترفضها الرباط وتؤدي إلى أزمة جديدة مع إسبانيا.
وفي ظل هذا الوضع غير الواضح، فإن الترقب يبقى شديدا حول الانتخابات الإسبانيا من منظور المغرب والجزائر، خاصة بشأن القرارات التي ستحدث عقب حدوث تغيير في المشهد الحكومي في شبه الجزيرة الإيبيرية.