شطاري-متابعة:
وجهت جبهة البوليساريو عبر ممثلها في إسبانيا عبد الله العربي، طلبا إلى رئيس الحكومة الإسبانية المُعين حديثا، بيدرو سانشيز، بالتراجع عن موقفه الداعم للمغرب في قضية الصحراء، بعدما كانت قبل تعيينه تُعول على زعماء سياسيين آخرين لتغيير ذلك الموقف في حالة تولهم لرئاسة الحكومة الإسبانية الجديدة.
وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية عن عضو البوليساريو في إسبانيا، فإن الأخير قال بأن الوقت قد حان لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بالتراجع عن الموقف الذي أعلن عنه في مارس 2022، والذي يتعلق بدعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، والعودة إلى موقف الحياد، بالرغم أنه لم يتغير أي شيء على أرض الواقع يدفع سانشيز لتغيير موقفه الداعم للمغرب.
ويأتي هذا الطلب من البوليساريو الموجه إلى سانشيز، بعد يوم واحد من تصويت البرلمان الإسباني على اختيار زعيم حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة، في الوقت الذي كانت البوليساريو تأمل في وقت سابق في سقوطه في الانتخابات وتولي مسؤول إسباني آخر الحكومة في مدريد.
وكانت جبهة البوليساريو قد شنت هجوما كبيرا على بيدرو سانشيز مباشرة بعد إعلان موقف بلاده من قضية الصحراء في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس في مارس 2022، ووصفته بـ”الخائن”، فيما هاجمه زعيم البوليساريو شخصيا واعتبره أداة في يد المغرب، وقال بأن الرباط تملك “سرا قاتلا” على سانشيز دفعه لإعلان دعمه لمغربية الصحراء.
ويرى مراقبون أن طلب البوليساريو الجديد لسانشيز بالتراجع عن موقفه، يناقض تصريحاتها ومواقفها التي سبقت تعيينه لولاية جديدة، حيث كانت تهاجمه في العديد من المناسبات من أجل دفعه للتراجع عن موقفه في قضية الصحراء، وسخّرت العديد من أتباعها للتشويش على حملاته الانتخابية التي سبقت عملية التصويت في 23 يوليوز الماضي.
كما أن اعتبار البوليساريو أن الوقت قد حان لسانشيز بتغيير موقفه الداعم للمغرب في قضية الصحراء، يبدو مناقضا للواقع، حسب العديد من الملاحظين، حيث لم تطرأ أي تطورات قد تدفع سانشيز للقيام بذلك، خاصة أن العلاقات المغربية والإسبانية تشهد تقدما كبيرا في العديد من المجالات، كما أن البلدين يستعدان لتنظيم العديد من الاستحقاقات الدولية بشكل مشترك، مثل تنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2030.
ويرى كثير من المتتبعين لقضية الصحراء، أن اضطرار البوليساريو للعودة إلى مطالبة سانشيز بنفسه للتراجع عن دعم المغرب في قضية الصحراء، هو تأكيد على فشل الجبهة في تحقيق ما كانت تهدف إليه من محاولات لإسقاطه على المستوى السياسي في إسبانيا في وقت سابق، وهو فشل ينضاف إلى فشل الجزائر الداعمة الأولى والرئيسية للبوليساريو، التي اضطرت بدورها للعودة إلى إصلاح العلاقات مع مدريد بعدما فقدت كل أمل في سقوط سانشيز وتراجعه عن موقفه الداعم للمغرب في قضية الصحراء.