علي لمرابط:
تستعد مدينة العيون منذ ما يزيد عن أسبوعين لاستقبال عاهل البلاد الملك “محمد السادس”، يسابق الجميع الزمن من أجل أن تظهر عيون الساقية الحمراء في أبهى حللها، وهي تتزين بألوان العلم الوطني، تطلى الجدران وتتلون الأرصفة، وترتفع أهازيج المرحبين في البيوت و الشوارع والمقاهي والأسواق..
استحضار الزيارة الأخيرة..مشاريع في طريقها إلى النور
بعد الإعلان عن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك خلال زيارته الأخيرة، أطلق العنان لبرمجة جملة من المشاريع الهامة بجهات الصحراء الثلاث، أعطيت حصة الأسد منها لجهة العيون الساقية الحمراء.
مشاريع تلقي بظلالها على اقتصاد المنطقة خلال السنوات القليلة القادمة، لعل أبرزها “تكنوبول” فم الواد وكليات ومشاريع سكنية و سياحية وبحرية وأخرى للطاقة الريحية، ستوفر فرص شغل هامة لشباب المنطقة العاطل عن العمل.
أضواء وألوان وبهجة..
كعادتهم قبل كل زيارة ملكية، يسعى مسؤولوا مدينة العيون من سلطات محلية ومنتخبين ومصالح أمنية إلى أن تظهر المدينة في أبهى حللها، وهو ما نشهده اليوم، حيث تحولت المدينة إلى لوحة فسيفساء..
أعمدة وجدران وأرصفة على طول الشوارع لبست الأخضر والأحمر، أضواء وألوان متنوعة زرعت الفرحة والبهجة في صفوف الساكنة التي ملأت المكان، وخرجت تحتفل حتى قبل قدوم المحتفى به..
مسيرات ليلية تلك التي شهدتها المدينة قبل أيام، زغاريد غطت سماء شارع “مكة” الشهير بالمدينة، وكأن الجميع يعيد تذكر مثيلاتها خلال الزيارة الملكية الأخيرة، ومسيرة المائتي ألف شخص التي جابت الشوارع والأزقة دفاعا عن حرمة الوطن ووحدته الترابية..
حراك اقتصادي يصاحب كل زيارة..
تمتلئ جميع أسواق المدينة عن آخرها بكل أنواع المنتوجات والخضار، ويكثر الطلب أمام العرض الكبير..
تتحول متاجر المنتجات المحلية إلى وجهة الوافدين من صحافيين ومستثمرين ومواطنين من مدن الجوار..
حركية اقتصادية كبيرة تشهدها المدينة، في ظل تدفق مزيد من الخيرات، حتى أسواق السمك تجود بما في جعبة البحر من أنواع طرية ونادرة، ورغم أن هذا هو حال المدينة طوال السنة، إلا أن للزيارات الملكية طابع خاص يطغى على هذه الأجواء، وكأنها أجواء عيد..
عندما يحس المواطن بمزيد من الأمان..
تسعى المصالح الأمنية بمدينة العيون كل صباح ومساء لأن ينعم المواطن بإحساس الأمن والاستقرار، ويظل هكذا دينهم في كل وقت وحين، كيف لا وهم العيون التي لا تنام..
إلا أن استراتيجية ذات المصالح تزداد يقظة عند كل زيارة ملكية، بانسيابية قل نظيرها..
ينتشر رجال الأمن كعادتهم في كل مكان، وتتواصل بصمت شديد عمليات البحث عن الهاربين من العدالة، وتنظيف الأحياء من المجرمين والمشردين وإن كانوا قلة قليلة بالمدينة.
وفي ظل هذا، يتواصل تجوال المواطنين حتى ساعات متأخرة من الليل، فلا خوف عليهم ولهم يحزنون..
لقد استطاعت مدينة العيون خلال سنوات قليلة أن تقفز بواقع تنميتها إلى مصاف المدن المتقدمة شمال المملكة، واستطاع تظافر جهود مسؤوليها أن يبوأها مكانة تستحقها باستراتيجيات محكمة التخطيط، فأضحت بين عشية وضحاها حديقة غناء، وإن بمآخذات محدودة، فالكمال لله وحده.