um6p
زيارة خداد لموريتانيا تضيف عامل توتر جديدا لعلاقات الرباط ونواكشوط

زيارة خداد لموريتانيا تضيف عامل توتر جديدا لعلاقات الرباط ونواكشوط

شطاري "خاص"13 أغسطس 2016آخر تحديث : السبت 13 أغسطس 2016 - 11:57 صباحًا

نواكشوط – «القدس العربي»:

تلقت المواقع الإخبارية المغربية التي يتفق غالب خطوط تحريرها مع الموقف الرسمي المغربي من قضية الصحراء، خبر استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يوم الخميس لمحمد خداد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ومنسقها مع المينرسو، مبعوثاً خاصاً من الرئيس الصحراوي الجديد إبراهيم غالي.

 
وكان محمد خداد وهو أول مبعوث خارجي للرئيس الصحراوي خارج النطاق الإقليمي لجبهة بوليساريو، قد سلم ظهر الخميس رسالة خطية للرئيس الموريتاني، وأكد في تصريح صحافي أن الرسالة «تتعلق بآخر تطورات القضية الصحراوية ومساعي الأمم المتحدة من أجل ايجاد حل لها». وأضاف المسؤول الصحراوي ان الرسالة التي سلمها «تتعلق كذلك بالعلاقات الثنائية». ولعل حديث المبعوث الصحراوي عن العلاقات الثنائية بين موريتانيا والجمهورية الصحراوية المعلنة من طرف جبهة بوليساريو، مضافاً للمقابلة نفسها هو الذي سبب انزعاج المواقع الإخبارية المغربية التي نشرت الخبر ممزوجاً بتعليقات سياسية تنتقد التقارب الموريتاني الصحراوي. وتعتبر زيارة المبعوث الصحراوي لموريتانيا أول حدث يخص علاقات موريتانيا بالصحراويين بعد القمة العربية التي قلص المغرب تمثيله فيها احتجاجاً على تقارب موريتانيا والبوليساريو، وفقا لتحليلات عديد المراقبين.

وأخذ الرسميون المغاربة على موريتانيا طبعها لخارطة جيوسياسية مكبرة للدول العربية أثناء القمة العربية الأخيرة دون ضم الأراضي الصحراوية إلى المملكة المغربية، وهو ما اعتبره المغاربة اصطفافاً سياسياً ملموساً لموريتانيا إلى جانب الصحراويين، وتراجعاً لنظام الرئيس الموريتاني عن حياد موريتانيا المعلن في قضية الصحراء. وانضافت قضية الخريطة لتراكم من سوء التفاهم بين نواكشوط والرباط دفعت بالعلاقات المغربية الموريتانية لواقعها المندفع دائما نحو التوتر.

 
وضمن مواقف الإنزعاج التي عبرت عنها المواقع الصحافية المغربية كتب موقع «يا بلادي» المغربي «أن الرئيس الموريتاني التقى، في ظل الحديث عن وجود أزمة دبلوماسية بين المغرب وموريتانيا، قيادياً بارزاً في جبهة البوليساريو».

 
«وبحسب الوكالة الموريتانية الرسمية، يضيف موقع «يا بلادي»، فقد وصل خداد إلى نواكشوط بصفته مبعوثاً خاصاً من زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي الذي وصفته بـ»الرئيس الصحراوي».

 
وزاد «وقال القيادي في الجبهة عقب نهاية اللقاء في تصريح لوسائل إعلام موريتانية «كان لي شرف مقابلة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز حيث سلمته رسالة من أخيه الرئيس ابراهيم غالي، تتعلق بآخر تطورات القضية الصحراوية ومساعي الأمم المتحدة من أجل ايجاد حل لها».

 
وأضاف المتحدث ذاته أن الرسالة «تتعلق كذلك بالعلاقات الثنائية»، في إشارة إلى العلاقات بين موريتانيا وجبهة البوليساريو».وعلق موقع «يا بلادي» المغربي على خبر المقابلة بقوله «وفي مقابل تسجيل تقارب كبير في العلاقات بين جبهة البوليساريو وموريتانيا، تمر العلاقات بين المغرب وجارته الجنوبية بتوتر صامت منذ سنوات، إذ أن الحكومة الموريتانية لم تعين سفيراً جديداً في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية سنة 2012، حيث أرجع مراقبون الأمر إلى توتر غير معلن في العلاقات بين البلدين، في ظل غياب مبررات أخرى».

 
وذكر موقع «يا بلادي» المغربي «أن اللقاء بين الرئيس الموريتاني والقيادي في جبهة البوليساريو، يتزامن مع حديث عن استعداد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، للقيام بزيارة إلى المنطقة، تشمل كلاً من المغرب والجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف».

 
وسبق للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن قال بداية الأسبوع إن كريستوفر روس سيتوجه إلى المنطقة لمناقشة اقتراح جديد أعدته الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، من أجل تسوية نزاع الصحراء المستمر منذ عقود.

أما موقع «كود» الإخباري المغربي فقد أدرج استقبال الرئيس الموريتاني للرئيس الصحراوي ضمن ما وصفه «بتطور مفاجئ للغة التصعيد التي أصبحت تتبعها الجارة الجنوبية موريتانيا». وأضاف موقع «كود» معلقاً على المقابلة «زيارة مسؤول الجبهة لموريتانيا في التوقيت الراهن من شأنها إشعال فتيل أزمة حقيقية مع المغرب، خصوصاً وأنها تحمل عديد الدلالات السياسية، ولعل التقارب الواضح بين البوليساريو وموريتانيا أكثرها تجلياً، استمراراً منها في نهج سياسة الإستفزاز ضد المغرب وغض المملكة الطرف عن الرد».

 
وزاد الموقع في تعليقه على الحدث «أقدمت الجارة الجنوبية في الفترة الأخيرة على اعتماد مبدأ المحاباة للجبهة بدءًا بإعلان الحداد على وفاة زعيمها ثم إرسال وفد رسمي لحضور جنازته ونهاية بحرب إعلامية أيقظت شرارة التوتر من جانب واحد».

 
أما صحيفة «أخبارنا» الألكترونية المغربية، فقد أدرجت مقابلة الرئيس الموريتاني للمبعوث الصحراوي في إطار «مواصلة جمهورية موريتانيا حركاتها الاستفزازية تجاه المغرب، حيث أشارت مصادر متطابقة الى أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، استقبل مبعوث زعيم البوليساريو والمنسق العام مع بعثة المينورسو محمد خداد، بالعاصمة نواكشواط».

 
وأضافت قائلة «ذكرت ذات المصادر، إن هذه الزيارة تهدف إلى تدارس بعض النقاط ذات الإهتمام المشترك بين موريتانيا والجمهورية الوهمية، و ذلك أياماً قبل الزيارة المتوقعة للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة كريستوفر روس للمنطقة». واعتبر موقع «كشك» الإخباري المغربي بدوره «أن استقبال الرئيس الموريتاني لمبعوث الانفصاليين خطوة تنضاف إلى مسلسل الاحتكاكات الدبلوماسية بين الرباط ونواكشوط التي لا تزال في تصاعد مستمر، وكان آخرها قرار السلطات الموريتانية بمنع دخول السيارات من المغرب إلى أراضيها وتعويضها بالسيارات من موريتانيا».

 
«وتمر العلاقات بين الرباط ونواكشوط، يضيف «كشك»، بأزمة صامتة غير مسبوقة منذ أكثر من 20 عاماً، والتي زاد من حدتها التعاطف الكبير الذي أبدته نواكشوط تجاه البوليساريو بعد وفاة زعيمها».

 
وأضاف موقع «كشك» الإخباري قائلاً «استفزازات موريتانيا بقيادة محمد عبد العزيز، رد عليها المغرب بتقليص تمثيله في القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها العاصمة نواكشوط، كما أقدم المغرب على إقصاء الحزب الحاكم في موريتانيا «الاتحاد من أجل الجمهورية» من قائمة المدعوين إلى حفل استقبال أقامته السفارة المغربية بمناسبة الذكرى 17 لاعتلاء الملك محمد السادس للعرش». ولا يعتبر مراقبو هذا الشأن في العاصمة الموريتانية نواكشوط استقبال الرئيس الموريتاني للمبعوث الصحراوي حدثاً جديداً لأنه لا يخرج عن نسق التعامل الرسمي الموريتاني مع الملف الصحراوي منذ انسحاب موريتانيا عن إقليم تيرس الغربية الصحراوي عام 1979.

 
وأكد الكاتب الصحافي موسى ولد حامد المدير الناشر لصحيفة «بلادي» الموريتانية المستقلة في توضيحات أمس لـ»القدس العربي»، «أن علاقات موريتانيا مع دول جوارها ليست مبنية على مصالح بل على العواطف حيث أنها كلما استقبلت طرفاً أغضبت طرفاً آخر».

 
وأضاف قائلاً «لا يعير نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز أي اهتمام للتوازن وللحياد إزاء قضية الصحراء الذي تمسكت به الحكومات الموريتانية المتعاقبة منذ انسحاب موريتانيا من إقليم الصحراء عام 1979، فنظام ولد عبد العزيز إما أن يكون مع المغرب بشكل كلي وهو ما تؤكده زيارة الشيخ العافية سفير موريتانيا السابق في الرباط لمدينة العيون الصحراوية عام 2008 أو مع البوليساريو أيضا بشكل ملفت وهو ما تشير له مقابلة الرئيس ولد عزيز يوم الخميس لأول مبعوث للرئيس الصحراوي الجديد».

 
وخلص ولد حامد في توضيحاته للقول «بأن الرئيس الموريتاني غيّر كثيراً من أدوات التوازن بين المغرب والبوليساريو حيث أنه لم يعين منذ 2011 أي سفير له في الرباط، كما أن استقباله لمبعوث صحراوي خاص في الظرف الحالي، يؤكد تميز علاقات موريتانيا حالياً بالصحراويين، وهي أمور لا يمكن إلا أن تزعج المغاربة على كل حال لكنها لن تغير شيئاً في واقع العلاقات؛ فتنقل الأشخاص والممتلكات سيظل متواصلاً، والتعاون بين البلدين على مستوى شركات الاتـصال سيتواصل، والتنسيق الأمني لن يتأثر لضرورته للبلدين ولأنـه مرتبـط بـمعادلات خارجية»، حسـب قوله.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"