um6p
لماذا لا ينعكس التحالف بين المغرب والخليج على ملف الصحراء

لماذا لا ينعكس التحالف بين المغرب والخليج على ملف الصحراء

شطاري "خاص"26 يوليو 2016آخر تحديث : الثلاثاء 26 يوليو 2016 - 5:20 مساءً

شطاري / هسبريس:

بدأت تظهر دواعي لقاء القاهرة الذي جمَع، مطلع يوليوز الجاري، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، والذي سُوّق له إعلاميا على أنه لقاء عابر يهم “تحديات ومخاطر مشتركة”، لكن واقعة امتناع السيسي عن التوقيع على عريضة “عزل البوليساريو” في الاتحاد الإفريقي، أكدت أن لقاء القاهرة ناقش الطلب المغربي الذي رفضته مصر دون مقدمات.

وكشفت معطيات من داخل وزارة الخارجية المغربية أن الوزير مزوار كان في جولة إفريقية منذ أسابيع، بغرض إقناع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بالتوقيع على “وثيقة عزل البوليساريو” وتقديمها إلى رئاسة القمة الـ27 للمنظمة الإفريقية المنعقدة مطلع هذا الأسبوع بالعاصمة الرواندية كيغالي، وهو ما استجاب له 28 بلداً عضوا في هذه المنظمة، فيما تخلفت كل من تونس ومصر إلى جانب الجزائر وموريتانيا.

وذهب عدد من المتتبعين للشأن المغربي في علاقاته الخارجية إلى استدعاء الطّرف الخليجي في “الخذلان المصري” للرباط في معركته من أجل طرد “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” الوهمية وتعليق عضويتها مستقبلا في أنشطة الاتحاد الإفريقي، خاصة وأن السعودية كانت دوماً داعمة للمغرب بقوة في ملف الصحراء، مقابل أن تبقى العلاقات بين الرياض والقاهرة “سمناً على عسل”، كما يقول المثل الدّارج.

وكان سفير القاهرة المعتمد لدى الرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، قد حثّ المغرب في فبراير الماضي على العودة إلى الاتحاد الإفريقي؛ حيث أكد وقتها دعم بلده لكل الخطوات التي تتخذها المملكة في ملف الصحراء. كما سبق لمصر، على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، أن أعلنت “الالتزام بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالحل الأممي لقضية الصحراء، وتأييدها لما جاء بقرارات مجلس الأمن حول المشروع المغربي للحكم الذاتي، والترحيب بالجهد المغربي الجاد وذي المصداقية لدفع العملية قدما نحو الحل”، مطلع العام الماضي، في بلاغ مشترك بين المغرب ومصر.

العلام: دول الخليج لم تستجب لطلب المغرب

يعود عبد الرحيم العلام، مدير مركز “تكامل للدراسات والأبحاث”، بالعلاقات بين المغرب ومصر إلى فترة عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، بقوله “لما وقع الانقلاب العسكري في مصر كان المغرب من الدول القلائل في العالم التي سارعت إلى بعث برقية تهنئة للسيسي. وبعدما وقعت تحولات لاحقة وتم انتخاب السيسي رئيسا، بعث المغرب برقية أخرى تثبت أنه لم يكن موقفا معارضا لما يحصل آنذاك في مصر”، ليسفر هذا الموقف على كون السعودية والإمارات طلبتا من الرباط وقتها “دعم مصر رغم أن المغرب عانى من الانقلابات العسكرية في الماضي”.

ويرى العلام، في تصريح أدلى به لهسبريس، أنّ موقف المغرب من “مصر السيسي” لا يؤثر في الأحداث، “إلا أن المملكة وضعت مصالحها في الواجهة مع دول الخليج التي توفر للرباط استثمارات كبيرة مقابل الوقوف إلى جانب المغرب في ملف الصحراء”، ما يفيد بأن تفاعل المغرب مع الملف المصري كان، بحسب العلام، مجرد رد للاعتبار أمام دول الخليج، “يظهر ذلك أيضا من خلال مشاركة المغرب في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، والمساعدات الأمنية المغربية المقدمة للإمارات مع موقف الرباط الداعم لدول الخليج ضد إيران”.

أمام هذه المواقف المغربية، يضيف الباحث في العلوم السياسية، “كان من المفروض على دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، أن تدعم المغرب في سعيه إلى جمع التوقيعات للمطالبة بطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، خاصة أمام مصر”، مستغربا من غياب هذا الدعم بالضغط على مصر التي امتنعت على التوقيع، “الموقف المصري يثبت بالملموس أن القاهرة مصطفة بجانب الجزائر وليس المغرب”.

العلام علق على اللقاء الأخير الذي جمع الوزير مزوار بالرئيس السيسي في القاهرة بكونه يأتي ضمن التحضيرات الرسمية للمغرب في سياق التعبئة لعزل البوليساريو إفريقيا، “أؤاخذ بشدة من يدعي أن المرغب استطاع جمع توقيعات 28 دولة إفريقية خلال ساعات قليلة. نحن أمام عمل دبلوماسي لا تظهر نتائجه بين ليلة وضحاها، بل أقول إن التحضيرات تمت منذ شهور وربما سنوات؛ حيث لا ننسى الزيارات التي قام بها العاهل المغربي إلى دول إفريقية”.

“السؤال الذي ينبغي طرحه، لماذا لم تضغط السعودية والإمارات على مصر لقبول العريضة المغربية، خاصة وأن كلا البلدين الخليجيين داعمين رسميين للسيسي الذي يعد حليفا أساسيا في المنطقة، عبر الاستثمارات الضخمة والدعم المالي الضخم الذي يضخ للقاهرة؟”، يتساءل الباحث المغربي ذاته الذي تابع قائلا: “إن المغرب يستجيب دوما لطلبات دول الخليج دون أن تستطيع هذه الأخيرة تلبية طلباته”، وشدد على ضرورة أن ينعكس التحالف الاستراتيجي بين المغرب وبلدان الخليج على القضايا الوطنية وتستفيد منه الدبلوماسية المغربية.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"