شطاري-الرباط:
قام “محمد صالح التامك ” بصفته شيخا لتحديد الهوية بمراسلة الرئيس الأمريكي “جو بايدن ” حول الوضع العام الذي عرفه معبر الكركرات و الطريقة السلمية التي تدخل بها الجيش الملكي المغربي لفض الأزمة المفتعلة بالمنطقة ؛ و التي كانت تسعى إلى تحويل هذا المعبر الدولي نحو العمق الإفريقي إلى منطقة فوضى و تطرف و زعزعة الإستقرار الإقليمي و الدولي .
وضمت الرسالة التي وجهها “التامك” إلى الرئيس الأمريكي معطيات دقيقة حول الأحداث الأخيرة والجهات التي تقف وراءها بحكم معرفته القوية بملف الصحراء ؛ و من خلال مشاركته كشيخ تحديد الهوية لدى بعثة المينورسو لتحديد المرشحين للاستفتاء وإصداره آراء استشارية بشأن أكثر من 16 ألف مرشح من أبناء قبيلته .
كما تضمنت الرسالة عدة معطيات تخص الجانب العملي له كمسؤول ترابي بجهة الداخلة و وادي الذهب حيث عينه جلالة الملك محمد السادس واليا عليها منذ سنة 2005 إلى سنة 2009 ؛ و تصديه الحازم آنذاك لكل الأنشطة الإجرامية التي شاركت فيها عناصر البوليساريو سواء ما تعلق بالإتجار بالبشر أو تهريب المخدرات و كذا تهريب المعونات الغذائية الدولية الموجهة لمخيمات تندوف .
و حسب ذات الرسالة فقد أوضح ” التامك ” أن معبر الكركرات الذي يقع بين الدولتين الشقيقتين المغرب و موريتانيا و الذي تتدفق عبره التجارة الدولية و حركة مرور الأفراد قد تعرض للإعاقة أمام انسيابيته المعهودة حيث تم منع كل أشكال المرور عبره سواء البضائع أو الأفراد و حتى الحالات الإنسانية أو المرضية من طرف عناصر مدنية مدربة و مؤطرة من طرف جبهة البوليساريو؛ مما فرض على المغرب التدخل الحازم بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة أفراد خارجين عن القانون عليه ؛ أمنت لهم جبهة البوليساريو ذلك ؛ مستخدما في ذلك القوة السلمية لتخليص محور الطريق الذي يمر عبر المنطقة العازلة الكركرات الرابطة بين المغرب و موريتانيا ، بعد إبلاغ كل الدول المجاورة باستثناء دولة واحدة ؛ لتتم إستعادة شرعية و حرية تنقل الأفراد والمركبات فقط.
و اتهم ” محمد صالح التامك” البوليساريو بخرق إتفاق وقف إطلاق و الذي كانت دائما المملكة المغربية ملتزمة به ؛ قبل أن تعلن البوليساريو في يوم 14 نوفمبر 2020 إنتهاء هذا الإتفاق من جانبها و العودة إلى القتال المسلح و إعلان الحرب على المغرب ، مما يضع المنطقة في خطر حقيقي مع ما يترتب عن ذلك من توفير بيئة خصبة للإرهاب و التطرف ، كما جرى بعد إنضمام عناصر مسلحة من البوليساريو ، بما في ذلك الزعيم الصحراوي ” أبو الوليد الصحراوي” إلى صفوف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و ربطه صلات مع جميع الحركات المسلحة في الساحل ؛ ومنبها إلى خطورة ما يصدر عن علماء و دعاة دين تابعين للبوليساريو من خلال الإعتماد على آيات قرآنية و أحاديث نبوية يستخدمها الإسلاميون المتطرفون، و التي تدعو إلى “الجهاد” و التحريض على الأعمال العدائية و المسلحة ضد المغرب.