شطاري-متابعة:
قال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إن العلاقات بين إسبانيا والمغرب أصبحت على مستوى “عال جدا”، معتبرا أن بلاده تضع الرباط في مقدمة أولوياتها من أجل بناء روابط جيدة، على اعتبار أن مستقبل البلدين مرتبط بشكل وثيق، وأضاف أنه يتمنى أن يحدث الشيء نفسه مع الجزائر على الرغم من موقف هذه الأخير من قضية الصحراء، الذي أورد أنها أمام فرصة تاريخية للحل.
وخلال مشاركته في مؤتمر “إسبانيا وأوروبا في مواجهة التحديات الجيوسياسية الجديدة”، أمس الجمعة، قال ألباريس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي” إن العلاقات مع المغرب مرت “بأزمة عميقة نوعا ما، لكنها عادت مرة أخرى لتصل إلى مستوى عال للغاية”، مبرزا أن واجب مدريد الدبلوماسي يفرض عليها البحث على أن تكون لها “أفضل علاقات ممكنة مع الدول المجاورة التي لها حدود برية معها”، في إشارة إلى سبتة ومليلية.
وقال وزير الخارجية الإسباني إن إقامة علاقات جيدة مع المغرب هي “أولوية مطلقة بالنسبة لإسبانيا”، حيث تضعها بمثابة “الرقم واحد” في صدارة اهتماماتها، فضلا عن كونها مفيدة للطرفين، موردا “أعتقد أنه لا جدال في أنه من المهم أن تكون هناك علاقة جدية مع المغرب، لأن مستقبل إسبانيا والمغرب مرتبط بشكل وثيق، ولا يمكننا الاستسلام لحقيق أن تاريخ الديمقراطية الإسبانية هو تاريخ من الأزمات مع المغرب”.
وطاردت الأسئلة ألباريس بخصوص العلاقة بين إسبانيا والجزائر، في ظل تأزمها بسبب استمرار مدريد على موقفها الداعم لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، حيث أوضح أن بلاده تريد “الشيء نفسه مع الجزائر كما هو الحال مع باقي جيرانها والدول العربية الأخرى، علاقةٌ تقوم على الصداقة والاحترام المتبادل وغياب الإجراءات أحادية الجانب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”، معتبرا أن هذه الضوابط هي أسس بناء العلاقة القائمة على الصداقة.
وبخصوص تأثير الموقف الإسباني بخصوص الصحراء على مستقبل العلاقات مع الجزائر، أعاد ألباريس المسؤول الإسباني التأكيد على أن إسبانيا تعتبر بوضوح أن المسألة “ستُحل ضمن إطار الأمم المتحدة، وهو ما لا تقرر فيه إسبانيا”، لكنه اعتبر أنه في الوقت الراهن “لدينا فرصة تاريخية لحل الصراع الذي دام لأكثر من نصف قرن، ليس علينا الاستسلام لتركه يستمر نصف قرن آخر”، على حد تعبيره.
وكانت حكومتا المغرب وإسبانيا قد عقدتا، بداية فبراير الجاري، الاجتماع رفيع المستوى الأول بينهما منذ سنة 2015، وعند مشاركته في المنتدى الاقتصادي الذي حضره بالرباط رفقة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قُبيل الاجتماع، قال سانشيز إن هناك إرادة للمضي قدما في تحقيق الازدهار المشترك للمملكتين، مع علاقات قائمة على الحوار والصداقة.
وأورد سانشيز أن اجتماع يدعم الاتفاقات التي تم تبنيها خلال اجتماع أبريل الماضي مع الملك محمد السادس، الأمر الذي أكده للعاهل المغربي خلال الاتصال الثنائي الذي دار بينهما بتاريخ 31 يناير 2023، في إشارة إلى ما حمله الإعلان المشترك من موقف واضح بخصوص عدة قضايا، بما في ذلك التأكيد على أن مدريد تعتبر مخطط الحكم الذاتي في الصحراء هو الأكثر جدية وواقعية ومصداقية.