شطاري-متابعة:
وقع اختيار وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أخيرا، على إينريكي أوخيدا، الدبلوماسي السابق في مجموعة من دول أمريكا اللاتينية، ليكون السفير الجديد لمدريد في الرباط، بعد 8 سنوات ونصف قضايا السفير الحالي، ريكاردو دييز هوشلايتنر، في هذا المنصب الذي استمر فيه بشكل استثنائي حتى بعد بلوغه السبعين، وهو سن التقاعد بالنسبة للدبلوماسيين.
وسيكون أوخيدا أول سفير على الإطلاق يعينه بيدرو سانشيز في هذا المنصب، خلال 3 ولايات قضاياها على رأس الحكومة بمُدد زمنية مختلفة، وذلك منذ أن أصبح رئيسا للوزراء لأول مرة في 2 يوليوز 2018، حيث إن تسمية دييز هوشلايتنر جاءت في زمن حكومة سلفه ماريانو راخوي سنة 2015، ليظل في هذا المنصب أكثر من ضعف المدة المعتادة المحددة في 4 سنوات.
ووفق تقارير إسبانية، فإن ألباريس اختار أوخيدا من خارج قائمة السفراء السياسيين، المنتمين أساسا للحزب الاشتراكي العمالي، حيث اختار الاستعانة باسم معروف في السلك الدبلوماسي، الذي عمر فيه لأكثر من 30 عاما، كان خلالها سفيرا في التشيلي وبوليفيا والسلفادور، كما سبق له العمل في سفارة غواتيمالا أيضا.
وأكدت تلك التقارير أن الحكومة الإسبانية أرسلت بالفعل إلى المغرب طلبا لاعتماد أوخيدا في منصب السفير، بينما أبلغ دييز هوشلايتنر زملاءه في السلط الدبلوماسي أنه على وشك مغادرة الرباط، وتأكد الأمر بحضور أوخيدا إلى المؤتمر الثامن للسفراء الإسبان، الذي كان مفاجئا لكونه حاليا مديرا لمؤسسة “دار أمريكا” في مدريد، وليس سفيرا.
ويعتمد ألباريس على المعرفة القريبة لأوخيدا بالمغرب من خلال ترؤسه مؤسسة “الثقافات الثلاث” لمدة 5 سنوات، وهي التي عملت على العديد من الأنشطة المشتركة مع المملكة، والتي تركز أساسا على الحوار بين الضفتين، وهو الأمر الذي يعني وجود قبول مسبق من الرباط بهذا الاسم الذي سيشغل أحد أكثر المناصب الدبلوماسية حساسية بالنسبة لمدريد.
وفي دجنبر الماضي تأكد استمرار دييز هوشلايتنر في منصبه بشكل استثنائي بعد بلوغه سن التقاعد الدبلوماسي، بعدما جرى تمديد ولايته، على الرغم من أن مدريد أنهت هذا الاستثناء بالنسبة لكارلوس روبليس، سفير إسبانيا في الكونغو الديمقراطية، ومانويل سالازار، سفيرها في إثيوبيا، ما كان يعني أن مدريد والرباط لم تتوصلا بعد إلى اسم متفق عليه.
وقبل ذلك اتفق البلدان على تأجيل النظر في أي تغيير دبلوماسي على مستوى السفارتين في الرباط ومدريد، إلى حين خروج الحكومة الإسبانية الجديدة إلى حيز الوجود، والتي يقودها الآن، رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، الذي يتمتع بعلاقات جيدة بالملك محمد السادس والحكومة المغربية، بعد معركة مع المحافظين واليمينيين، بقيادة زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخو.