شطاري-متابعة:
قالت صحيفة “بيزنيز إنسايدر” الأمريكية، إن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى العاصمة الكينية، نيروبي، يوم الاثنين الأخير، لم تكن بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بقدر ما كانت زيارة “سياسية” تهدف إلى محاولة وقف التقارب المغربي – الكيني.
وحسب تقرير لذات الصحيفة نشرته، فإن الزيارة التي قام بها أحمد عطاف، تزامنت مع إعلان نيروبي عزمها تعيين سفيرة دائمة لها في المغرب بشكل رسمي، ومع وجود مساعي مكثفة لإنشاء علاقات قوية بين المغرب وكينيا، وهو الأمر الذي لا ترغب فيه الجزائر، التي قطعت علاقاتها مع المملكة المغربية.
وأشارت “بيزنيز إنسايدر”، إلى التحركات الاقتصادية التي تقوم بها الجزائر من أجل ابقاء كينيا على مواقفها التي تتعارض مع ما يرغب فيه المغرب في قضية الصحراء، حيث كشفت أن الجزائر بعثت بشحنات من الأسمدة إلى كينيا في يناير الماضي، كما قدمت لها مساعدات مالية تصل إلى 100 ألف دولار.
وكانت الجزائر قد أعلنت يوم الاثنين، إن وزير الخارجية، أحمد عطاف، بدأ زيارة رسمية إلى العاصمة الكينية نيروبي، بتكليف من الرئيس عبد المجيد تبون، من “أجل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتوطيد التشاور والتنسيق حول التطورات الإقليمية والدولية”.
وتزامن إعلان الجزائر عن هذه الزيارة، مع إعلان كينيا عن عزمها لفتح سفارة رسمية لها في العاصمة المغربية الرباط، من أجل تحقيق التقارب الكامل مع المملكة المغربية، والدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى مراحل متقدمة من التعاون.
ووفق ما كشفت عنه الصحافة الكينية في هذا السياق، فإن من الأسماء المرشحة بقوة لتولي منصب سفير نيروبي لدى الرباط، هي الدبلوماسية، جيسيكا موثوني غاكينيا، التي تم الاستماع إليها من طرف لجنة كينية برلمانية، وقد أشادت اللجنة بالعرض الذي قدمته، وهو ما يُشير إلى أنها الأقرب لتولي المنصب.
ونقلت الصحافة الكينية، ما أدلت به غاكينيا في عرضها أمام اللجنة البرلمانية، حيث أشارت إلى عزمها الدفع بالعلاقات الثنائية مع المغرب، وبالأخص في الجوانب الاقتصادية، عبر الرفع من فرص الاستثمار، والعمل على تسريع مشروع بناء المغرب لمصنع للأسمدة في كينيا من أجل تعزيز القطاع الفلاحي داخل البلاد.
ويعتقد مهتمون بالشؤون الإفريقية، إن هذه التطورات المتسارعة في العلاقات بين المغرب وكينيا، دقت ناقوس الخطر لدى الجزائر، التي سارعت بإرسال أحمد عطاف إلى نيروبي، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى محاولة إيقاف التقارب المغربي الكيني الذي ستكون له تداعيات على ملف الصحراء.
وتُعتبر كينيا إلى حدود اليوم، من البلدان الإفريقية القليلة التي لازالت تعترف ب”البوليساريو”، بالرغم من أن نبرتها في قضية الصحراء أصبحت تميل أكثر إلى الحياد منذ تولي وليام روتو رئاسة البلاد في العام الماضي، حيث أعلن أكثر من مرة عن رغبته في تحقيق التقارب الكامل مع المملكة المغربية.
وكان روتو قد أعلن خلال حملاته الانتخابية، إحدى أبرز شعاراته، وهي تحسين مستوى القطاع الفلاحي في كينيا، وكشف خلال تلك الحملات أنه سيعمل على إنشاء مصنع للأسمدة باستمثار من المغرب داخل البلاد، من أجل تحقيق ذلك الهدف، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة المستوردة.