شطاري-متابعة:
قالت الصحافة الفرنسية، إن الجبهة الشعبية الجديدة التي تنتمي إلى اليسار، والتي يتزعمها جان لوك ميلونشون، تُواصل مطالبها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باعطاء الضوء الأخضر لها لتقديم مرشحها لتولي منصب رئيس الوزراء، رافضة قرار ماكرون بالإبقاء على غابريال أتال، بمبرر تفادي الاضطرابات.
وحسب ذات المصادر، فإن الجبهة الشعبية الجديدة أعربت عن عزمها في الحكم، بالرغم من أنها لا تمتلك الأغلبية التي تخول لها ذلك على غرار جميع التشكيلات السياسية الأخرى، مما سيدفعها إلى ضرورة إجراء تحالفات ومفاوضات شاقة للوصول إلى ائتلاف حكومي قادر على الصمود.
وأشارت الصحافة الفرنسية إلى أن الجبهة الشعبية الجديدة، تضم تحت لوائها العديد من الأحزاب اليسارية ذات التوجهات والرؤى المختلفة، مما يجعل حتى مسألة تعيين مرشح منها، صعبة، بالرغم من أن جان لوك ميلونشون أعرب عن استعداده لتولي رئاسة الوزراء، في ظل أن حزبه “فرنسا الأبية” هو الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد في تحالف اليسار بنحو 75 مقعدا.
وفي ارتباطات التحولات السياسية التي تشهدها فرنسا بشركائها من البلدان، وعلى رأسها المغرب، فإن صعود ميلونشون إلى السلطة في البلاد، قد يكون له تداعيات إيجابية على العلاقات بين البلدين، خاصة أن جان لوك ميلونشون سبق أن أعرب على ضرورة أن تكون هناك علاقات متينة بين باريس والرباط، وهو من مواليد المغرب، حيث ازداد في طنجة سنة 1951.
وزار ميلونشون المغرب العام الماضي عقب فاجعة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب، حيث زار المنطقة واضطلع على عمليات الانقاذ ومساعدة الضحايا، وأدلى بتصريحات انتقد فيها “التعالي” الذي تمارسه فرنسا في علاقاتها مع بعض الدول، ودعا حينها فرنسا لإنهاء خلافها الدبلوماسي مع المغرب.
كما أشاد ميلونشون في ذات المناسبة بمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وقال بأنه لاحظ حدوث تغيرات في ملف الصحراء، بإعلان الولايات المتحدة إسرائيل وإسبانيا لمواقف داعمة للمغرب، معربا عن أمنيته بـ”أن تفهم فرنسا ذلك جيدا، وأن لا تجعل من النزاع قضية للمشاحنة مع المغرب”.
ويرى متتبعون أنه في حالة تولى أي سياسي آخر للسلطة في باريس، فإنه من المستبعد أن يكون له تأثير سلبي على العلاقات مع المغرب، وقد أوضحت صحيفة “لوموند” الفرنسية هذا المعطى في تقرير نشرته يوم السبت، حيث قالت بأن جميع الأحزاب الفرنسية المتنافسة في الانتخابات التشريعية تمتلك علاقات جيدة مع الرباط، مضيفة بأن النظام في المغرب “حاز على تعاطف من جميع أطياف الطبقة السياسية الفرنسية”، بخلاف الجزائر على سبيل المثال.
وقالت ذات الصحيفة أنه إذا كان صعود اليمين المتطرف هو خطوة مقلقة للعديدين، فإنه بالنسبة للمغرب، ليس بذلك الوضع أو الحال. وهو ما يُمكن أن ينطبق أيضا على باقي التشكيلات السياسية الأخرى، كتحالف اليسار، أو المعسكر الرئاسي.