أحمد المتوكل:
تتكرر الواقعة، ويختلف أصحابها، والهدف واحد، استهداف رموز الصحراء من مراهقين متهورين، يدعون “النضال” وحرصهم على كرامة الصحراويين، يتغنون بسمفونية “خيانة الشهداء”، وهم المتورطون من رؤوسهم حتى أخمص قدميهم في وحل مستنقع التلاعب بالمساعدات الإنسانية الموجهة إلى أهالينا بمخيمات تندوف..
يجلسون في بيوت مكيفة، يأكلون أجود الأطعمة ويشربون خمرا فاخرا ويدخنون سجائرا عالية الجودة ولا يشتغلون، في وقت تعاني فيه آلاف العائلات الصحراوية قساوة البرد وشدة الحر في بلاد وجدوا أنفسهم فيها ظلما وعدوانا، يعيشون على بقايا مخلفات قيادة بائدة راكمت من الثروات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
هؤلاء هم البرغماتيون الحقيقيين من أبناء “شعبنا”، الذين يتاجرون بمعاناة من بادوا ومن يعيشون ومن سيجيئون!!
لكن لماذا هم هكذا؟
أقصد أولئك الجهلة الذين لا يفقهون في تاريخ الصحراء شيئا، وإنما هم يظنون؟
لماذا يخرجون إلينا في كل مرة بنفس الخطاب “السفسطائي” ونفس الأسطوانة المشروخة التي عفنا تكرارها على مسامعنا، أليس “ولد أبي” مثالا طيبا للمناكفة الفكرية والسياسية، لماذا يصر هؤلاء “البراهيش” على الخروج من جحورهم كلما نادى مناد لذلك؟
لقد زكى “أبا عبد العزيز” اليوم ما يشاع حول شخصه بأنه رجل حكيم ورزين، بابتسامة ديبلوماسية بعثر أوراق “ولد عبيليل”، بل وفاجأه بالسلام عليه وتحيته، جن جنونه وجعل يتلعثم ويكرر ذات الأسطوانة..
مضى “عبد العزيز” وانتهى الشريط..
لا نقاط مسجلة لصالح “ولد عبيليل” ولا من دفعه لذلك..
“شابو مسيو سبيسيال”..
لكن دعونا نعود لشخص “الشيخ ولد يحظيه ولد عبيليل”، وصدقوني لن أفتري عليه ولن أتطاول، ولن أقول إلا ما فيه وما يعيشه من “نعم” اللهم لا حسد، بحكم أن لنا صديقا مشتركا أخذت من جسمه النحيف سنون اللجوء ومعاناة الغربة في الأرخبيل الكناري، يوم لم ينفعه لا “ولد عبيليل” ولا أخوه البرلماني ولا المساعدات الإنسانية التي كانا ولا يزالا ينهبان منها رفقة عديدين باعوا الوهم لأدمغة أروبية صافية النوايا.
ما يعيشه ولد عبيليل ومن يدور في فلكه بجزر الكناري، ليس بغريب على أحد، حتى قيادة المخيمات وقاطنيها يركون ذلك، لكن لا أحد من حقه أن يفتح فاه ما دامت لقيمات من الكعكة تصله، وإن لم تصله يتذوقها أو يشتم رائحتها..
كم هو رائع أن نجد نماذجا تقنع وتعكس صورا حسنة لصحراويين بالشتات، تدافع عن وجهة نظر بالحرف والكلمة، لا بالبلطجة الإعلامية والمصطلحات النابية التي تهوي بقضية صاحبها إلى أسفل سافلين..
جميل أن نرى صحراويين لا يدينون بالولاء للمغرب ويقنعونا بذلك، لكن في المقابل ماذا قدموا للصحراويين سوى مزيد من الشتات والمعاناة والفرقة، ما البديل الذي سيأتون به بعيدا عن جنرالات العسكر الجزائري..؟
نريد صحراء بصحراوييها مهما اختلفت اديولوجياتهم وتباعدت رآهم للحل، نريد أناسا راقين لا جهلة وضيعين.