شطاري-متابعة:
اعترف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بطريقة ضمنية بفشله في إقناع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم اتخاذ خطوة الاعتراف بمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد لنزاع الصحراء، خلال حوار أجراه مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية التي نشرت تفاصيله أمس الأحد.
وقال تبون وفق نص الحوار الذي اطلعت عليه “الصحيفة”، إن الرئيس الفرنسي أبلغه شخصيا على هامش قمة مجموعة السبع في يونيو 2024 عن عزمه اتخاذ خطوة الاعتراف بالصحراء كجزء من المملكة المغربية، مضيفا أنه حذر ماكرون من خطورة هذه الخطوة قائلا له: “أنت ترتكب خطأ فادحا! لن تكسب شيئا، وستخسرنا، وتنسى أنك عضو دائم في مجلس الأمن”.
وفي الوقت الذي أصر فيه تبون على أن الحل يجب أن يتم عبر الأمم المتحدة، حيث أن القضية، حسب تصريحه في الحوار، لا تزال تُعتبر قضية “تصفية استعمار” لم يُحسم أمرها بعد، إلا أن ماكرون قرر المضي قدما في موقفه، متجاهلا تحذيرات تبون، حيث أعلن ماكرون في يوليوز الماضي بشكل رسمي دعم باريس لسيادة المغرب على الصحراء، عبر مساندة مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد.
ولم ينف تبون في حواره مع “لوبينيون” الانتصارات الدبلوماسية التي يحصدها المغرب لصالحه بتزايد عدد البلدان التي تدعم مقترح الحكم الذاتي مقابل انحسار الدعم لجبهة البوليساريو، واكتفى بالإشارة إلى أن “لا شيء ثابت” ضاربا المثال بالجزائر التي حصلت على استقلالها بعد 130 سنة، في تلميح أنه رغم ما يُحققه المغرب، فإن ذلك من الممكن أن يتغير مع الوقت.
وعاد الرئيس الجزائري إلى ما سبق للرئيس الفرنسي أن وصفه بـ”ريع الذاكرة” ليبرر سبب القطيعة مع المغرب، مُكررا ما سبق أن قاله مرارا، بأن المغرب سبق أن اعتدى على الجزائر في حرب 1963، وأنه هو من فرض التأشيرة على الجزائريين في 1994.
وبرر إغلاق الأجواء الجزائرية في وجه الطائرات المغربية، بدعوى أن المغرب يُجري تدريبات عسكرية مع إسرائيل على مقربة من الحدود الجزائرية وهو ما يُشكل “تهديدا للأمن القومي الجزائري” حسب تعبيره.
وتحدث تبون عن العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة في الوقت الراهن، حيث ألقى الرئيس الجزائري باللوم على اليمين المتطرف، الذي “لا يعترف إلا بلغة القوة” حسب تعبيره، مشيرا إلى أن الجزائر تسعى للحفاظ على العلاقات مع فرنسا، لكن شرط أن تحترم الأخيرة العلاقات الثنائية وتكف عن نزعتها الاستعمارية.
وجدد تبون في حديثه مطالب الجزائر لإصلاح العلاقات مع فرنسا، أبرزها حل ملف الذاكرة والعمل الثنائي المشترك في مجال الهجرة، و”أن يعترف المسؤولون الفرنسيون بأن الجزائر ليست فقط شريكا في القضايا الإقليمية، بل هي شريك تاريخي يجب احترامه”.