um6p
في أول زيارة له إلى المغرب بعد إعلان دعمه لمبادرة الحكم الذاتي.. زوما يجتمع ببوريطة في خطوة تُمهد لإعادة تشكيل العلاقات مع جنوب إفريقيا

في أول زيارة له إلى المغرب بعد إعلان دعمه لمبادرة الحكم الذاتي.. زوما يجتمع ببوريطة في خطوة تُمهد لإعادة تشكيل العلاقات مع جنوب إفريقيا

شطاري خاصمنذ 9 ساعاتآخر تحديث : الثلاثاء 15 يوليو 2025 - 8:55 مساءً

شطاري-متابعة:

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مساء اليوم الثلاثاء بالعاصمة الرباط، الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، في زيارة مفاجئة تحمل دلالات استراتيجية لافتة في سياق إقليمي ودولي شديد التحول.

ويترأس زوما حاليا حزب “أومكونتو ويسيزوي” (رمح الأمة)، الذي بات القوة السياسية الثالثة داخل البرلمان الجنوب إفريقي، وقد أحدث ضجة دبلوماسية وإعلامية واسعة مؤخراً عقب إعلانه دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي بالصحراء، في خطوة تصادمت مباشرة مع موقف الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، المعروف بتأييده التاريخي والمطلق لجبهة البوليساريو.

حزب زوما كان قد أصدر قبل أسابيع وثيقة رسمية أيد فيها مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ عام 2007، واصفاً إياها بـ”الحل الواقعي والعملي” الكفيل بإنهاء هذا النزاع الإقليمي الذي عمر طويلاً. وبهذا الموقف، يكون زوما قد أحدث شقاً واضحاً داخل الجبهة الداخلية المؤيدة للبوليساريو في جنوب إفريقيا، والتي ظلت على مدى عقود من الزمن، واحدة من أقوى الداعمين الدوليين للجبهة، إلى جانب الجزائر.

ورغم أن جاكوب زوما لا يشغل حاليا منصبا حكوميا، إلا أن وزنه السياسي ورمزيته التاريخية كرئيس سابق للبلاد، يجعلان من هذا التحول محطة نوعية لا يمكن التقليل من شأنها، فجنوب إفريقيا، كما هو معروف، لم تكن يوما داعما عاديا للجبهة الانفصالية، بل لعبت دور “الرافعة الدبلوماسية” الكبرى لها داخل الاتحاد الإفريقي والمنصات الأممية، مستثمرة في ذلك رصيدها النضالي ضد نظام “الأبارتايد”، لتسويق سردية “الاستعمار في الصحراء”، وهي السردية ذاتها التي تتبناها الجزائر وتضخ فيها موارد مالية هائلة من عائدات النفط والغاز.

وبالنظر إلى أن هذا الموقف يأتي في وقت تعرف فيه إفريقيا انكماشًا ملحوظا لدعم الطرح الانفصالي، فإن الرسالة تبدو موجهة بشكل غير مباشر إلى الجزائر، التي لطالما اعتبرت جنوب إفريقيا حليفًا صلبا داخل خندقها الدبلوماسي، كما أن هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من التراجعات في صفوف داعمي البوليساريو التقليديين، من كينيا إلى غانا، مرورا بالموقف البريطاني الواضح الذي أيد بدوره الحكم الذاتي كحل واقعي ومطابق لميثاق الأمم المتحدة.

ومن غير المستبعد أن تكون زيارة زوما للرباط بداية لمسار جديد من إعادة تقييم علاقات جنوب إفريقيا الخارجية، خاصة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أضعفت موقع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ورفعت من حظوظ القوى المعارضة في تشكيل ملامح الدبلوماسية المستقبلية لجنوب افريقيا، إذ يبرز زوما كأحد المرشحين لرئاسة البلاد مجددا.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري خاص