شطاري-متابعة:
رفع المغرب في السنوات الأخيرة من وتيرة تمتين وتشبيك علاقاته مع الدول الإفريقية في مجالات عديدة، من أبرزها المجال العسكري، حيث وقعت الرباط العديد من اتفاقيات التعاون العسكري مع عدة عواصم إفريقية، آخرها الاتفاق المبرم مع دولة كوت ديفوار يوم الجمعة الأخير.
وكشف بلاغ لإدارة الدفاع الوطني في هذا السياق، أن الاتفاق الذي تم توقيع عليه بين من الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، ووزير الدولة، وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار، يهم التعاون في مجالات التكوين والتدريب والصحة العسكرية، وكذا المساعدة التقنية وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار البلاغ إلى أن الطرفين أعربا، في ختام هذا اللقاء، عن طموحهما وإرادتهما المشتركة لتعزيز علاقاتهما من خلال تنزيل مقتضيات اتفاق التعاون في المجال العسكري الذي تم توقيعه، والذي يعكس علاقات الصداقة والاحترام المتبادل التي تربط بين البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن إبرام هذا الاتفاق يأتي بعد أسابيع من قيام الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، بزيارة عمل إلى إثيوبيا في الفترة الممتدة ما بين 23 و26 أبريل الماضي، حيث عقد اجتماعا مع نظيره المشير برهانو جولا، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطنية الإثيوبية، حيث تباحثا حول مجموعة من المواضيع تهم التعاون العسكري المشترك.
وكشف بلاغ للقوات المسلحة الملكية، أن المسؤولين العسكريين ناقشا مشروع اتفاق يهم مختلف أوجه التعاون العسكري الثنائي، يروم تعزيز وتطوير آفاق هذه الشراكة والذي سيتم توقيعه بين البلدين في القريب العاجل، وذلك بعد إعرابهما عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وسينضاف اتفاق التعاون العسكري بين المغرب وإثيوبيا المرتقب في المستقبل القريب، إلى العديد من الاتفاقيات المماثلة التي وقعها المغرب بلدان إفريقية صديقة وحليفة. كما تشير هذه التحركات إلى أن المغرب سيواصل في هذه الاستراتيجية التي تدعم تقاربه ونفوذه في القارة السمراء.
وفي هذا السياق، قال الخبير السياسي والعسكري، محمد الطيار، إن توجه المغرب لتوقيع اتفاقيات للتعاون العسكري مع بلدان إفريقيا يدخل “في الاستراتيجية الواسعة المعتمدة من طرف المغرب فيما يخص علاقاته الافريقية”، مشيرا إلى أنها “استراتيجية متنوعة، تشمل ما هو عسكري وأمني وما هو اقتصادي وتجاري. كما تشمل كذلك تقديم المساعدة على مستويات أخرى عديدة، كالأمن الروحي، وتأمين الغذاء للشعوب الإفريقية”.
وفيما يخص الجانب العسكري بالأساس، لفت الطيار في تصريح لـ”الصحيفة” أن استراتيجية المغربة تركز على شقين، الأول هو التعاون العسكري الثنائي عن طريق “فتح المدارس والمعاهد العسكرية في وجه الدول الإفريقية الحليفة، من أجل التداريب وتخرج الطلاب في المجال العسكري، بالإضافة إلى إجراء التداريب العسكرية المشتركة”.
أما الشق الثاني وفق الخبير نفسه فهو يتعلق “بجانب يعد في غاية الأهمية، وهو أن المغرب أصبح أيضا يسعى بشكل واضح لكي يصبح قوة فوق إقليمية في المنطقة، بحكم أنه له دور مهم جدا كمحور سياسي ودور ريادي على مستوى إفريقيا، لذلك يسعى بشكل واسع في أن يساعد هذه الدول على بسط نفوذها على كامل ترابها، وتطوير قدراتها العسكرية، سواء من حيث التجهيزات أو الرفع من مستوى العنصر البشري”.
واعتبر الطيار أن هذه المساعي و”المساعدات” العسكرية التي يُقدمها المغرب، تخدم هذا الغاية المغربية نحو الريادة الإفريقية، كما أنها تتكامل مع مساعي التقارب الشاملة التي يقوم بها المغرب في مجالات أخرى، كالاقتصاد والدبلوماسية وغيرهما.