شطاري-متابعة:
خلال خطاب عيد العرش الذي ألقاه ليلة الأحد، لم يفوت الملك محمد السادس الفرصة لتوجيه الكلام إلى الأحزاب السياسية، التي دعاها إلى ضرورة استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، وكذا العمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها.
وبالرغم من إشادة الملك بالمجهودات التي تقوم بها الأحزاب السياسية، فقد أكد على وجوب تعبئتها للشباب “من أجل الانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم”.
وأوضح رشيد لزرق، الباحث في شؤون الأحزاب السياسية، أن توجيه الملك خطابه للأحزاب السياسية، مفاده أنه “يريد خارطة سياسية بنخب سياسية جديدة، تكون قادرة على استقطاب نخب جديدة لكون الأحزاب الحالية باتت مقتصرة على محترفي السياسة، وغير قادرة على مواكبة تطورات المجتمع”.
وأضاف لزرق، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأحزاب المغربية “لم تعد قادرة على مجاراة الحركية التي يعرفها المجتمع، وهو ما يستوجب تواجد عقليات متفتحة داخلها، قادرة على تنزيل الإصلاحات الدستورية”.
ولفت لزرق إلى أن الأحزاب باتت، حاليا، عبارة عن “تكتلات عائلية ومصلحية عوض أن تكون أدوات سياسية للوساطة”، مؤكدا أنها “تجعل عملها يقتصر فقط على عقد مؤتمراتها، واجتماع مكاتبها السياسية ولجانها التنفيذية، والحملات الانتخابية، أما عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع المواطنين، وحل مشاكلهم، فلا دور لها ولا وجود”.
وأضاف الباحث في شؤون الأحزاب السياسية، في هذا السياق، أنه بات لزاما “إعادة هيكلة المشهد الحزبي، بعقلية جديدة تروم تحقيق الأهداف الأصلية لتأسيس الأحزاب، التي باتت تنظيمات مغلقة تسودها علاقات زبونية تقصي الكفاءات”.
وأوضح أن “الأحزاب من مهامها تمثيل المواطنين وتأطيرهم وخدمة مصالحهم، وليس الدخول في صراعات لتصفية الحسابات السياسوية إلى حد الإضرار بمصالحهم”، مضيفا أن “تدبير الشأن العام ينبغي أن يظل بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية، وعن الخطابات الشعبوية، التي تسيء إلى العمل السياسي”.
وطالب العاهل المغربي الأحزاب السياسية بالعمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها، مشيرا إلى أن مختلف الهيئات السياسية والحزبية يجب عليها “التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات، التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم، وكأنها غير معنية بما يحدث”.