الشروق الجزائرية:
دق عدد من البياطرة، ناقوس الخطر، بسبب تنامي ظاهرة تهريب الأدوية، والأمصال البيطرية الإسرائيلية المصنعة، التي يتم جلبها من تونس، ثم توزع عبر كامل ولايات الوطن، خاصة المناطق المعروفة بتربية المواشي، كالجلفة والبيض والأغواط.
وبحسب عدد من البياطرة، فإن عددا من الموالين يلجؤون إلى إطعام الماشية بأدوية ممنوعة عالميا، من بينها “فراسادون”، و”بانزوات”، و”دوستراديول”، بغرض تسمينها في وقت قياسي، إذ ذكر عدد من البياطرة لـ “الشروق” أنها تمكن من رفع وزن الخروف بين 5 و10 كيلوغرامات في ظرف قياسي.
وأوضح هؤلاء أن دراسات طبيبة أنجزت في أوروبا، بينت أن استهلاك لحوم الماشية التي تحقن بالأدوية المذكورة، يسهم في رفع نسبة ظهور الأورام السرطانية في جسم الإنسان. وهو ما دفع بالمفوضية الأوربية للفلاحة إلى إصدار قرار بمنعها من التداول ثم منع المخابر من إنتاجها نهائيا قبل نحو 7 سنوات.
ولم تبق إلا إسرائيل التي تنتج هذه الأدوية، وأغلبها يذهب لـ “التصدير” إلى الدول العربية، وتقوم شبكات تهريب مختصة، بجلبها من تونس وليبيا عبر الحدود من ولاية الوادي، ويقوم عادة مهربون جزائريون وتونسيون بمهمة اقتنائها من باعة مختصين في جزيرة جربة ومدينة جرجيس على وجه التحديد بحكم وجود جالية يهودية كبيرة فيهما، ثم تباع الأدوية والأمصال المذكورة بأثمان باهظة إلى مربي الماشية، خاصة في الولايات المعروفة بإنتاجها لها كالجلفة، والأغواط والبيض وغيرها من المناطق المعروفة بتربية المواشي.
وفي ذات السياق، حذر عدد من الأطباء البياطرة من شراء الماشية التي تخضع للعلاج، التي يمكنهم أن يكتشفوها من خلال سعرها المنخفض، إذ إن أي علاج ولقاح أو دواء حتى وان كان سليما لأي ماشية، يبقى داخل جسم ودم الماشية لمدة 15 يوما، وأن أي ذبح لهذه الأخيرة وتناولها يؤدي بصاحبها إلى إصابته بأمراض خطيرة، خاصة السرطانية منها، كما أن أغلبية المواطنين لا يعرفون إذا كانت الماشية مريضة أم لا، وهو ما يفرض عليهم ذبحها في مراكز الذبح التي تتم مراقبتها من قبل البياطرة.
ودعا المهتمون بالمجال إلى تكثيف مفتشيات البيطرة من نشاطها الرقابي الذي يمس بالدرجة الأولى نقاط بيع الأغنام خلال هذه الأيام، وفي المسالخ خلال أيام النحر، من أجل ضمان سلامة الأضاحي وحفاظا على صحة المواطن.