شطاري-كليميم
في إطار التخبط والبلوكاج الذي تعرفه جهة كليميم وادنون، والسجال الواقع بين استقالة رئيس الجهة، عبد الرحيم بوعيدة من عدمه، خرج هذا الأخير في تدوينة كمقدمة لفقرات حملت عنوان “مذكرات رئيس جهة فريدة”، ينتقد فيها الوضع السياسي بالمنطقة.
وجاءت التدوينة على الصيغة التالية:
مقدمة
…هذه المذكرات أو المفكرات هما جزء من واقع سياسي يعكس بالملموس تفاصيل فترة زمنية قصيرة بمفهوم الزمن لكنها حبلى بالأحداث والمشاهد والصور التي تؤرخ لفترات زمنية تقع مابين إنتخابات 2015 الى حدود زمن توقيف مجلس جهة كليميم واد نون، وما صاحب ذلك من مشاورات ولقاءات ووعود وتهديدات، ثم ما تلى ذلك مع اقتراب انتهاء فترة التوقيف وموضوع الاستقالة وتفاصيله كاملة..
كل هذه المحطات من تاريخ جهة مغضوب عليها ومستباحة بكل ماتحمله الكلمة من دلالة رمزية قد تميط اللثام عن مجموعة من الأسئلة العالقة والحارقة في الآن ذاته لجهة قدرها منذ البداية ان تعيش صراعا مفهوما في العديد من جوانبه وغامض في جوانب أخرى ستتضح لنا بعد مرور مدة زمنية خلفياته وأسبابه والشخوص التي تقف وراءه وتحركه من وراء الستار..
انتقالنا في هذه المذكرات من السياسة إلى الكتابة يشبه تماما الانتقال من موت محقق الى حياة رحبة في السياسة تموت الأخلاق والقيم والمبادئ وفي الكتابة تعود الذات إلى طبيعتها الأولى..
دخولنا السياسة كان قدرا مكتوبا أكثر من تخطيط مسبق كنت أدرك منذا البداية أنها ليست لعبتي ولامجالي الذي خلقت له، كان هناك أكثر من طموح يراودني وأنا أرى أشباه المتعلمين يقودون هذا الوطن في العديد من مؤسساته لكن هذا الطموح لم يجرفني يوما الى التفكير في دخول غمار إنتخابات جهوية في حلتها الجديدة..
لقد وجدت نفسي حاضرا في ما لم أخطط له ولم أكن في عرف الذين استقدموني من الجامعة سوى أرنب سباق خاض ضدهم إنتخابات سابقة في سنة 2011بدون إمكانيات مادية وحصل على مايقارب 4000صوت..
إذن لاعب جاهز يحمل نفس الإسم بمواصفات تتناسب مع مرحلة الجهوية الجديدة، صحيح أن كتاباته مزعجة وهناك من هو غير راضي عنه لكن هو فقط مؤثث لفضاء بجانب وزيرة ودبلوماسية سطع نجمها عاليا في السماء وهي من سيقود المعركة..
من هنا ابتدأت فصول قصة نسج القدر خيوطها بكل دقة متناهية وهي فصول مشوقة رغم أن عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات سنحكيها بصراحة المثقف الحامل لهموم بلدته وجهته ووطنه ، لن نذكر أسماء إلا برموزها أو رمزيتها لكنها مفهومة للقراء في سياق واضح لا لبس فيه، سياق جهة تحولت إلى العالمية بفعل نخبتها ومواطنيها وبفعل موقعها واهميتها لدى الفاعل السياسي لذا لازالت تخلق الحدث تلو الآخر ولن تتوقف عن خلق المفاجآت مادام ساكنوها ومواطنوها يصوتون دون بوصلة حقيقية..
اخترنا هذا الصيف الساخن لنشر هذه المذكرات على صفحتي الشخصية كل سبت من كل أسبوع، حتى يتكمن الرأي العام الجهوي والوطني من الإطلاع على كل التفاصيل الكاملة لمعضلة جهة كليميم واد نون، وهي مناسبة أيضا ليرى كل منا وجهه دون رتوش ولا نفاق حتى أنا الذي يكتب ساواجه ذاتي بكل تناقضاتها علني اتطهر أمامكم مما اعتراني طيلة هذه السنوات من كذب ونفاق وازداوجية في المواقف فرضت علي لتدبير هذه المرحلة..
أتمنى أن ترقى هذه المذكرات إلى مستوى تطلعاتكم وأن تجيب عن بعض من أسئلة عالقة في الذاكرة لدى البعض لتظهر الحقيقة وحدها عارية بدون رتوش..
من “مذكرات رئيس جهة فريدة”..