شطاري-متابعة
يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار على إيقاع غليان داخلي، مع اقتراب موعد الانتخابات العام المقبل، من أبرز مظاهره استقالة عبدالقادر تاتو، المنسق السابق للحزب بالرباط والتحاقه بالاتحاد الدستوري، والصراع بين منتخبيه في العاصمة، وغضب مجموعة من القيادات من أبرزهم محمد أوجار ومحمد عبو، اللذان ابتعدا عن حضور اجتماعات قيادة الحزب.
ولكن أبرز رد فعل هو الذي صدر عن التجمعي عبدالرحيم بوعيدة، الرئيس السابق لجهة كلميم وادنون، الذي دعا إلى تأسيس حركة تصحيحية داخل الحزب وهي دعوة لقيت تفاعلا من عدد من أعضاء الحزب في مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى بوعيدة أنه يجب إما تصحيح أمور الحزب أو مغادرته جماعة.
ففي تدوينة له كتب بوعيدة أنه لا يفهم “المنطق الذي تدار به الأمور داخل بيت الأحرار”، مشيرا إلى أنه يتابع جيدا “حالة الاستياء العام التي يعيشها هذا الحزب”، مشيرا إلى أن الحزب بات يسير إلى موته “بخطى ثابتة وبتصميم من قيادته”.
فحسب بوعيدة، فإن حزب الأحرار أصبح يدار “بمنطق المقاولة وبعقلية الباطرونا وليس بحس السياسي”. وأكد بوعيدة، الذي جرى إبعاده من رئاسة الجهة، أنه لازال يحمل اللون السياسي لهذا الحزب، وأنه معني بالتساؤل عن مصير الحزب ومن يقوده “نحو نهايته”، ولتجاوز هذه الحالة تساءل “أليست الحاجة ملحة إلى عقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة بمنطق الديمقراطية لا بسياسة الأمر الواقع الذي أنتج قيادة بإجماع غريب”.
وقال إن “أسئلة كثيرة وغيرها تنتظر إجابات، ومناضلون غاضبون في كل جهات المملكة ومستقبل غامض وقيادة تركت المقود لبعض الأشخاص حتى تحول الحزب لمجنون يقوده أعمى”..
واعتبر أن المخرج من هذه الأزمة هو قيام “حركة تصحيحية تخرج من صالونات التنظير ومواقع التواصل الاجتماعي إلى العلن”، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الحركة يجب أن يكون إما إعلان “القطيعة أو الحوار”.. إما “الاستمرار” في الحزب أو “الانسحاب الجماعي”.. فأرض الله واسعة، على حد تعبير المرحوم اليوسفي..
واعتبر بوعيدة أن عليه أن يختار، “لأن البقاء في حزب يحارب نفسه ويقتل نفسه، أشبه بانتحار ما لم يتدارك حكماء ومؤسسو الحزب ومناضلوه الحقيقيون الموقف”..
الجمع بين المال والسياسة كالجمع بين زوجتين
وعاد بوعيدة في تدوينة ثانية، ليوجه رسالة إلى رئيس الحزب عزيز أخنوش، قال فيها إنه يلتمس له العذر في عدم مواكبته لما يقع داخل حزبه، لأن “الجمع بين السياسة والأعمال يشبه تماما الجمع بين زوجتين لا تناغم بينهما، من الصعب إرضاؤهما، لكن من المنطقي تطليق واحدة والاكتفاء بالأخرى هو الحل تماما في حالتنا هذه”.
وقال له إنه في كل حزب “مناضلون يناقشون، يختلفون، لكنهم لا يعزفون لحنا واحدا ولا يتلقون التعليمات كما في المقاولة”.. في حزبكم، يقول بوعيدة، “اختلط الأمر على البعض وأصبح يسير الحزب بمنطق السوق لا بضرورات السياسة”، فهناك خلط اليوم داخل حزب الأحرار “بين وافدين جدد وبين مناضلين بنوا الحزب تحولوا إلى غرباء يُجلدون ويُنكل بهم في محاولة للتصفية النهائية”.
واعتبر بوعيدة أن الحزب “ما عاد يحتمل مؤامرات الأصدقاء والمنتمين إليه”، وأن “مسار الثقة” تحول لشك أبعد عن اليقين، في إشارة إلى البرنامج الذي سبق أن أعلنه الحزب بعنوان: “مسار الثقة”.